لو تشرّعونَ وثنيّةَ الرّحيلِ : شعر : حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

حسن العاصي

 

1
يفتحُ الشّجرُ ساقيْهِ للرّملِ
بعدَ تسعةِ كرومٍ
يشتدُّ مخاضُ الحقلِ
السّنبلُ ينزفُ خارجَ السّاقِ
والبيدرُ وتيرةٌ عرجاءُ
يهادنُ العصافيرَ
في مواجعِ القِطافِ

2
مثلَ الدّروبِ التي لاتصلُ
نغفو فوقَ فوضى الخُطى
ترقدُ الأرصفةُ دونَ وداعٍ
كأنّها قصيدةُ رحيلٍ
بينَ الوعودِ المغلقةِ
نبحثُ عن نبوءةٍ
تشطرُ الجبلَ المعصومَ
كي نستحقَّ الغفرانَ
ونتفرّغَ للموتِ الأخيرِ

3
أكلتِ الأوجاعُ أحلامَهُ
قضْمةً قضْمةً
قرّرَ ذاتَ مساءٍ
أن يستعدَّ للحلمِ كما يليقُ
أوقدَ شعائر َالأملِ
شرّعَ جناحيْهِ
نحوَ الحبقِ البعيدِ
في الموعدِ المحدّدِ
فارقَهُ النّعاسُ

4
لو أنّكمْ تشرّعونَ وثنّيةَ
الرّحيلِ
كي تُنبتَ السّواقي
وجوهَ الطّفولةِ
على ضفافِ الغَبَشِ
سبعونَ عاماً من الرّيحِ
كي أرسمَ مقبرةً
تغشاني الصّرخةُ الأولى
زهرةَ خزامى في المنامِ
إذ تغرقُ القناديلُ
عاريةَ الغمامِ
مثلَ أوراقِ المطرِ
فوقَ ظلالِ الأحداقِ
في غابةِ الصّنوبرِ

5
ويسألونَكَ
عن جذرِ الرّيحِ
وصدرِ النّافذةِ
قلْ:
ستارٌ مكتظٌّ بالمرايا
ويسألونَكَ
عن الأمنياتِ المنطفئةِ
ولوحِ الأيتامِ
قُلْ :
تفورُ الأسماءُ
بياضٌ بلا جسدٍ
ويسألونَكَ كيف تنضو
المواجعُ
والمدُّ في اشتدادٍ
قُلْ:
اُدخلوا قبورَكمْ آمنينَ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*