الأميرُ قيسٌ : شعر: حسن العاصي – شاعر فلسطينيّ مقيم في الدانمرك

unavngivet

حسن العاصي

dbacc5500d7ea4b9e545944e928acdcb_400x400

 

خمسةُ مواقيتَ للأدعيةِ النّائبةِ

واحدةٌ لألواحِ الزّمنِ

تُكتبُ عليها الغُصَصُ

واحدةٌ لمنْ ألقى عليهِ الدّهرُ

رداءَ الهمومِ

واحدةٌ للتّائهينَ

في الدّروبِ الطّويلةِ

واحدةٌ للأغصانِ السّكرانةِ

في عِطرها

وواحدةٌ إلى أقصى رعشةٍ

تقطفها مُهرُ قيسٍ

زهرةً ثكلى مسفوحةً

على الحممِ


حزينةٌ كموجةٍ متشردةٍ

تلوحُ من الصّحراءِ

على بعدِ نذرٍ ومغفرةٍ

من الموتِ أو أكثرَ

عربةٌ خضراءُ

تجرُّها خيولٌ بلا لونٍ

يجلسُ فيها الأميرُ قيسٌ

يُخرِجُ لهاةَ الخيلِ

مرٌّ كالرّماِد

يشهقونَ حمماً

فتأبى الدّروبُ خَطوَها

والطَّّرفُ فيها مضطرمٌ

 

إلى أينَ تمضي وحزنُكَ ذئبٌ

والرّيحُ نشيجٌ كأنَّهُ غبارُ الفصدِ

الأزرقُ لونُ الطّريقِ

على عتباتِ الشّمعِ

والأميرُ قيسٌ

قدْ شاختْ أنفاسُهُ

وقلبهُ كشرنقةٍ تعاقُرالانشطارَ

تحاصرهُ الرّمالُ

ويخونهُ الماءُ المرابطُ

في الجسدِ التُّرابيِّ

الرَّحيلُ الرَّحيلُ

أضنى فيهِ كلَّ طرفٍ كليلٍ

ونالُ منهُ السّقمُ

 

ثلاثةُ مواقيتَ لصلاةِ الغائبِ

واحدةٌ لبكاءِ قيسٍ

حينَ أحرقَهُ الوجدُ

فأبكى القومَ

واحدةٌ للخيلِ تطاعنُ

وجهَ الشَّمسِ

واحدةٌ حينَ تشقَّقتْ يداهُ

بما نبتَ فيهما

يسكنُ قيسٌ إلى ظلٌهِ

في الرّملِ

والفؤادُ مثل التّأويلِ

منقسمٌ

 

كأنَّ النّجومَ دموعٌ

كأنَّ الأحلامَ سرابٌ

والفراقُ مَنجلٌ ضريرٌ

يا صاح

قدْ تعبتُ ولمْ أقدرْ

اُنجُ بنفسكَ

قبلَ أن يغتالَكَ ظِلُّكَ

يا أمَّاهُ

الشّهدُ أضحى

في حلقي حنظلاً

والرّوحُ تمقتُ النّعمَ

 

في اليومِ الخامسِ

انقبضتْ عيناهُ

سوادٌ في بياضٍ

رأى اللهَ يُنبتُ زهراً

في الحطبِ

يا اللهُ

كيفَ يموتُ قلبي

في اليومِ السّابعِ

فارقَ الحياةَ

كُلٌ مردودٌ لأصلهِ

كأنَّ الرّحمنَ

بالجسدِ الهزيلِ رَحمٌ

 

قيلَ أن الأميرَ قيسٌ

غالَبهُ حُزنُهُ

وأعياهُ المرضُ

هجرَ العبادَ والإمارةَ

وهربَ من أهلهِ

يلوذُ برملِ الصّحراءِ

يتعقٌّبُ أَثَرَها

بعدَ رحيلها

حتَّى أحرقَهُ وهجُ الشّمسِ

وابتلعتْ جسدَهُ الرّمالُ

فسقطَ يحتضرُ

قبلَ زهرةِ الخزامى

بسبعِ خطواتٍ

وكانَ مُبتسماً

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*