دعيني أيّتُها الطّبيعة ..: شعر سيسيل سوفاج(شاعرة فرنسيّة -1927- 1833 ): ترجمة نضال نجّار – حلب – سورية

13680958_1645752775751743_2889182038724396598_n

نضال نجّار

cecilesauvage

سيسيل سوفاج

automne-abstrait-efd839d9-e549-4876-8895-a4c1e8295cf3

 

 

دعيني أيّتُها الطّبيعةُ أمتزجُ بوحلِكِ،

أنغرسُ في الأرضِ حيثُ يتغذّى الجذرُ ،

حيث النُّسْغُ الصّاعدُ يشبهُ دمي .

أنا كما عالمُكِ  الذي يَحصِدُ فيه الهلالُ

وتحتَ القُبلةِ الكثيفةِ التي تطبعُها الشّمسُ المترقرقةُ،

يُرجفُني توهّجُ عشبِكِ الجديدِ .

عصافيرُك قد تفتّحتْ في عشِّ قلبي،

وفي كياني أحملُ طعمَ نكهتِكَ المميّزةِ

أمشي بخطوتِكِ الدّائريّةِ التي تلفُّ حولَ الكرةِ  مُثقلةً بالتّربةِ

ويعيرني الغصنِ الخفيفِ فوقَ اللاّزوردِ حركتَهُ الهوائيّةَ

وجناحي مثقلٌ بالبراعمِ  فوقَ جناحِكِ .

أوّاه ! لتدَعي أزهارَكِ النّاهضةَ من الأوديةِ

تُلصقُ  بصدري شفاهَها الطّفوليّةَ

لتشاركَ في لعقِ لبَنِ أبنائي الرُّضّعِ؛

لتدَعِيني فقطْ وأنا أشاهدُ برقوقَ الأحراشِ

أحسُّ بأنّه أزرقُ بين أوراقٍ شقراء

بفعلِ امتصاصِهِ الحياةَ من وريدي العميقِ .

لن يعرفَ أحدٌ كأنّما ابنٌ  ولدتُهُ

سيمنحني معنى الأرضِ والأحراشِ،

كيف لهذه الثّمرةِ من لحمٍ   المكتنزةِ من نُسْغي

أن تزرعَ في داخلي  بصيصَ نورِ فجرِ طالعٍ

بكلِّ تقلّباتِ نَداهُ وطيورِهِ،

بدهشةِ البراعمِ والشّبكاتِ

التي تتفتّحُ على الورقةِ  رفقةَ هيكلٍ عذبٍ

والتُّويجِ الذي يصقلُ للنّهارِ ياقتَهُ ،

وقَرْنِ الصّوفِ  الذي كأنّ  البذرةَ  الملتقَطةَ فيه

الجنينَ في اللّيلِ المداعَبِ .

إنّه طفلٌ،بل نحلةٌ بشريّةٌ في جوفِ خليّةٍ

إنّه فراشةٌ في ثوبِ شرنقةٍ رخوةٍ ،

إنّه كوكبٌ جديدٌ مرصّعٌ فوقَ لازوردٍ فانٍ !

أنا مثلُ الإلهِ ذي الحركاتِ الخاطفةِ  القاسيةِ

الذي خلقَ في يومِهِ الأوّلِ  النّجومَ

ومنحَها  البريقَ وحرارةَ نُخاعِهِ .

أحملُ في صدري عالَمًا متحرّكاً

وقد حضنتْ قوّتي  النّقيقَ الفتيَّ.

فمن يحسُّ بالبحرِ ينبضُ في شرايينِهِ؟

 من يرفعُ رأسَهُ  وسطَ الظّلالِ القاسيةِ؟

ويجعلُ من الطّينِ النّهارَ واللّيلَ

ويرقصُ في الأثيرِ

كزهرةِ نجمةٍ منخفضةٍ ؟

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*