سَهَدٌ يستعذبُ الأرقَ : حسن العاصي – شاعرفلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

Scanq111

حسن العاصي – شاعرفلسطينيّ مقيم في الدّانمرك

21235

 أسدلتْ رمشَها بمكرٍ
كمَنْ شاقَهُ الظّمأُ
قالتْ
هل جفَّ نبعُ غَزَلِكَ
ونالَ السّهدُ قافيتَكَ
أينَ غرامُكَ يا وليفي
فيمن شُدَّ عليكَ هواها
قلتُ
لم يزلْ قلبي
رغمَ سقَمِ العشقِ
كحصانٍ جامحٍ
كطيرٍ واسعِ الجناحينِ
مفتونٍ يقطفُ جذوةَ الحُبِّ
تقطرُ وَلَهًا
قالتْ
رفقاً بقلبي
فإنّه يعلِّلُ الصّبرَ بالصّبرِ
قلت 
رغمَ تسامري والغرامَ
بينَ زهرةٍ و زهرةٍ
كأنِّي ربَّانُ البساتينِ
لكنَّني بينَ الحسناواتِ بيدقٌ

أنا الذي عهدي والهوى وثيقٌ
ولي منه ثلاثةٌ
وجدٌ كطوقِ الجمرِ يضيقُ
وسَهَدٌ يستعذبُ الأرقَ لصيقٌ
وكأسٌ مرُّ الشّوقِ يريقُ
وثلاثون صوماً متّقدةٌ بالظمإ
تُقيّدني بأغلالِ التّشويقِ
وتَسقيني من كَرَزِ الحُسنِ
شرابًا عذبًا
كأنّه الخمرُ العتيقُ

قلبي كالماءِ
قالتها مبتسمةً
وأدارتْ وجهَها نحوي
احترتُ أنا في التّفسيرِ
كمطرٍ محلًّى هي…
أم مثلُ ظمإ الحقولِ
أو تشتاقُ لقبلةٍ بيضاءَ
قلتُ معتداً
مزاجي لونُ الزّهرِ
تلوّنتْ عيناها
امتلأَ بالعشبِ وجهُها
اقتربتْ نحوي
لم يبقَ من الوقتِ
سوى احتراقٍ وقطافٍ 
وقابَ غوايةٍ أو أدنى
التحفتْ لهفتَها
أوصدتِ الدّائرةَ عليَّ
ومضتْ

حينَ تتلو بلونِها الغجريِّ
تعاويذَ الأغصانِ 
وتثملُ المرائي
في خرائبِ الانتظارِ
أفتحُ نافذةً في جسدي
وأبحثُ عن بساطِ الوقتِ
وحينَ تصطفي النّهرَ
فانوساً فوقَ ضفافِ المقامِ
أفتحُ نافذةً في الجدارِ
كي يمر َّالصّباحُ
ثمّ أغفو

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*