هذيانٌ تحتَ المطرِ: شعر: زهور العربي – تونس

12190015_956101844437047_8204293246385576677_n

زهور العربي – تونس

22742785-femme-souriante-avec-parasol-b-n-ficiant-sous-la-pluie

 

مطرٌ …مطرٌ… مطرْ

لفحتْني زفراتُ الغيومِ تنبئُ بالهطولِ

بشرى إلهيّةٌ ساقتْها رياحٌ كالرّسلِ

(ماء ًطهورً) والأرضُ تخلعُ أسمالَ عُقمِهَا

وتدعو مواسمَ الخصبِ لتعانقَ الّلّقاحَ المنهمرْ

مطر.. مطر ..مطرْ

يا أهازيجَ السّماءِ

عدّلي أوتارَ زخِّكِ

اِعزفي لحنَ الوطنْ

شنّفي آذانَ ربوعِنا العطشى

غنّي 

غنّي مواويَلَ الأملْ

أغرقينا في بحارٍ من شجنْ

راقصينا 

أو أثملينا بنبيذٍ  من غيومٍ تتدلّى   كالنّهودْ

ظمآى

لأفواه تسّاقطتْ كأوراقِ الخريفِ

كئيبةً

تائهةً بين أمواجِ الحياةِ والعدمْ

ورياحُ الشّتاتِ تعوي في تجاويفِها لتؤجّجَ في الأعماقِ

انتماءً للتّرابِ أوشكَ أن ينعدمْ

مطرٌ.. مطرٌ …مطرْ

أيّتها الغيومُ تدلّي كثريّاتٍ من قُبلْ

عشّاقُكِ في ساحاتِ القحطِ جنودٌ عزّلٌ للوصالِ تنتظرْ

والسّيوفُ في أغمادِ الشّوقِ توشكُ آن تنصهرْ

اِملئي كؤوسَ الحلمِ 

هيّا …نشربُ نخبَ رحيلِ هذا الجفافِ

هجّريهِ بسيولِ الحبِّ واجرِفي شبحَ الظّمإْ 

اعتقي كرومَ التّينِ والزّيتونَ ونخيلاً تدثّرَ بالذّكرياتْ

دغدغي أعماقَ أرضٍ قيّدتها أيادي القهرِ 

.وأغرقتُها في دهاليزٍ من سباتْ

مطرٌ.. مطرٌ.. مطرْ

هذه الأرضُ عطشى للحياةْ

الصّبرُ عاشقٌ متسلّطٌ 

بأيادي الجزرِ يعيقُ مدَّها ،ويشدُّها للنّائباتْ

… عالقةٌ منذ آدمَ

في برزخٍ ما بينَ ماءينِ أملاً في الخلاصْ

حائرةٌ  في أيّهما ، من أدرانِها تغتسلْ

مطرٌ.. مطرٌ ..مطرْ

أرضُنا العذراءُ ثكلى

وهي عروسٌ لم تزلْ

تتسربلُ  بوشاحٍ من غبارٍ خنقَ رئةَ الحياةْ

جعّدَ وجهَ الأماني

 …حجبَ براعمَ مدّتْ أياديها للغيومِ تتضرّعُ

تبتهلْ

…لتُحييَ بين الضّلوعِ حلمًا وئيدًا 

لم يكتملْ

2 تعليقان

  1. والسّيوفُ في أغمادِ الشّوقِ توشكُ آن تنصهرْ !! الله عليكِ

    آه والله شاعرتنا المتألقة .. ستخرج السيوف من غمدها؛ لتطيح برقاب الفساد وكهنة العصر ؛ الذين لايعرفون للوطن قدره ومقدراته : تضاريس وبشرًا وتاريخًا ، فقط نطلب صحوة القلوب والعقول التى تم تغييبها في المستنقعات البترودلارية . وبكرة أحلى .. وسننشد الشعر قريبًا على ضفاف ( بردى ) ، مهما تكأكأت قوى الشر على الشعوب الصابرة المغلوبة على أمرها .. ولابد ان يستجيب القدر .
    تحياتي دومًا لإبداعاتك المتألقة .

    • والسّيوفُ في أغمادِ الشّوقِ توشكُ آن تنصهرْ !! الله عليكِ

      آه والله شاعرتنا المتألقة .. ستخرج السيوف من غمدها؛ لتطيح برقاب الفساد وكهنة العصر ؛ الذين لايعرفون للوطن قدره ومقدراته : تضاريس وبشرًا وتاريخًا ، فقط نطلب صحوة القلوب والعقول التى تم تغييبها في المستنقعات البترودلارية . وبكرة أحلى .. وسننشد الشعر قريبًا على ضفاف ( بردى ) ، مهما تكأكأت قوى الشر على الشعوب الصابرة المغلوبة على أمرها .. ولابد ان يستجيب القدر .
      تحياتي دومًا لإبداعاتك المتألقة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*