انتشاءُ الأطيافِ : شعر: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونتبوليي – فرنسا

2015-06-08

عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ – مونتبوليي – فرنسا

Halogene01

 

 

باتتْ على سعدِ الآخرينَ

ملتفّةً بخواءِ النّجومِ

تتبرّمُ خاناتُ اللاّشيءِ بعكّازٍ لا وسطَ له

فلمّا امالتْ ذيلَها للّريحِ

أحسّتْ أنْ طيفًا قد مرَّ من ضيقِها

فغرِقَ في البللِ…

قدماه صفصافيّتان مقضوما الاصابِع

تتروّى بحليبِ الخوارقِ..

يداه ممدودتان خارجَ شبقِ الانفرادِ

تصافحانِ فراشةَ ليالي الضّياعِ…

وعينُ الرّأسِ الوحيدةُ تحوّلتْ إلى بركةِ ماءٍ

تسبحُ بداخلِها رغبةٌ ثانيةٌ في التّعرِّي

كانت تسكبُ ريقَها لتطفئَ لهيبَ

الحريقِ تحتَ الماءِ

والماءُ يرقصُ لخلوتِهِ بطعمِ الألوانِ التي أجهضَها

نعمْ الأعذارُ واهيةٌ في حقولِ الجفاءِ

وقَبولُها ممقوتٌ حتّى تتعرَّى العتباتُ

 من رسمِ السّنينَ …

حتّى تتضاءلَ القبلاتُ تحتَ وابلِ

الزّغاريدِ المَسِيخَةِ …

فيتعذّرُ الرّحيلُ في الأجسادِ العاريةِ

وتصابُ المرآةُ إلى جانبِ المرآةِ بالرّمدِ.

باتتْ على سعدِ الآخرينَ

تسكنُ فجاجَ الأغنياتِ الماجنةِ

ترعى دبيبَ  الرّجفاتِ الأخيرةِ

المكمِّلةِ للانتشاءِ….

كانتْ سيّدةَ المنابرِ العاجيّةِ

 في  هودجِ الهوى

فمن أصابَ هُداها بالورمِ؟

ومن خاطَ ثوبَها بمراسيمِ الجنونِ؟

وحطّها على حجرٍ شاردٍ يكتوي بالطّلقاتِ

تقتاتُ من زللِ النّفحاتِ…

لمّا يكونُ الهروبُ في عينيها…

والصّدودُ قبلةً للنّسيانِ.

تتملّى بأجيجِ الاشتعالِ لتصْلى

سبيلاً غائرًا

وتتدلّى لِلفحِ اللّسعاتِ

منتشيةُ بفورةِ الدّماءِ

فما كمالُ نشوتِها إلاّ عندَ اكتمالِ الحريقِ

أمّا انحناءُ أغصانِها في لا اتّجاهِ

فمن قبيلِ السّخريةِ

للمُضيِّ على حبلِ الهوى

في غايةِ الثّمالةِ…

مكنونُ جرحِها سُبحةٌ في يدِ سافلٍ

يلوي بها اليمينَ باليسارِ

واليسارَ إلى مهربِ الوادي

حتّى تنجليَ الأطماعُ عند مفرقِ الهاوياتِ

وتشيخَ الألوانُ بوفرتِها

وتسحرَ القناديلُ نبراتِ الشّكِّ

ويلتفَّ حينَها الهزالُ بالهزالِ

وتموتَ النّجيماتُ تباعًا

ويترمّلَ القمرُ

وتضيقَ السّماءُ بالجُرمِ العقيمِ.

قد يعلنُ الكوكبُ الصّامتُ

عن ميلادِ سُحنةٍ ورقيّةٍ للجليدِ

أو  عن فرشةٍ عسليّةٍ بين حبلِ الوريدِ

وعيونِ أمِّ الشّهيدِ

عن انشطارِ الرّوحِ في الرّوحِ

فتترامى الشّجيراتُ بجيناتِ القدرِ

فثمَّ الملاكُ….

وانسلالُ الظلِّ من ظلِّهِ

فيفيضُ بقعَا شمسيّةً

تحمي الصّقيعَ من الدّلالِ

فنحيا وتحيا العصافيرُ…

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*