نصوص شعريّة جديدة : محمّد بوحوش – تونس

11227777_10206450302557288_7505924086046419835_n

الشّاعر التّونسيّ محمّد بوحوش – تونس

0422831001191617380

 

 

 

شجرةُ الخمسينَ

سَـنواتي الخمسونَ

شجرةٌ بخمسةِ  فروعٍ:

فروعٍ مُـثقلةٍ بالحروبِ،

وأخرى يكادُ حزنُها يضيءُ…

أنا تسلّقتُ  تلكَ الشّجرةَ،

استندتُ إلى  فرعِها القويِّ

فانكسرَ بي،

وبقيتُ  معلّقًا بين  فروعٍ

آيلةٍ للسّقوطِ …

سُقوطٍ بلا  دَويٍّ.!

 

يدُكَ التي تتنهّدُ

آذانُ القهوةِ،

وبَخورُ الشّاي بالنّعْنعِ

يضُوعان  في  المطبخِ..

الغرفةُ  في  سُباتٍ،

الغرفةُ  في  نحيبٍ،

الغرفةُ  تابوتٌ…

الأرضُ مطاطأةُ الرّأسِ

والسّماءُ مُنحرِفة…

شوقٌ على  النّافذة،

شوقٌ لنافذةٍ  لا  تُفتحْ !…

أنفاسُها الحَرّى  تضجُّ  بالغُرفةِ،

في  الغرفةِ طيفُ  رُسومٍ:

أربعُ  نقاطٍ على  هيكلِ  المرْمر،

أربعُ  نقاطٍ تنبسُ بالرّغبةِ،

وشِقّانِ من  فرحٍ،

شِقّانِ  في  الأسفلِ

والأعْلى،

يَنفرجانِ ، ويَنغلقانِ…

فيما  يدُكَ  تتنهّدُ  في  الغيابِ،

يدُكَ  المولعةُ بالشّوقِ

تَرتدُّ وتَمتدُّ إلى الوَهمِ!.

 

وجهٌ في المدينةِ

ماذا في  هذهِ  المدينةِ،

كيْ  تَحلُمَ أنّكَ تحيـَـا :

أعجازُ  نخلٍ،

حُزنٌ براياتٍ سوداءَ،

نِقابٌ  ولِحيٌّ،

حَوائطُ شاحبةٌ،

وشوارعُ  لا يَدبُّ  فيها  النّملُ…

ليسَ سوى الغرباءِ،

أقولُ  من  أينَ  أتوْا،

وقلبِي  يبحثُ في  المدينةِ

عن وجهٍ آخرَ للمدينةِ،

… عنْ  وجهٍ  يُضيءْ.

 

تحوُّلٌ

البِـناياتُ  خضراءُ

الأسطحُ  مُشعشعةٌ  بالنّورِ

الحقولُ ،  والصّباحاتُ  خضراءُ

الشّايُ  والنّعنعُ البريُّ…

الأحلامُ …خضراءُ

– تونسُ أيضاً خضراءُ-

وقلبِي يقفزُ في الحديقةِ…

لحظةََ  ربيعٍ

يصيرُ  كلُّ  شيءٍ  إلى  اصفرارٍ.

 

السّيدُ العابرُ صُبْحًا

* إلى  الصّديق :  عبد الله  المتّقي

 

سيّدٌ يَعتمِرُ  قبّعةًَ  زرقاءَ،

في  يدهِ كتابُ  الكرسيِّ  الأزرقِ

ووردةٌ حمراءُ،

يعبرُ  الطريقَ في السّاعةِ السّابعةِ صُبحًا

فتدهسُهُ قصيدةٌ  طائشةٌ ..

أنا  أعرفُ  سرَّ  هذا  السيّدِ

الذي  لا  أتّقيهِ:  إنّهُ  عبد  الله!.

 

ضحِكٌ أسودُ

أنهضُ في  الصّباحِ

في  حيادٍ عن  الوُجودِ وأحْوالهِ،

حوْلي  تلتفُّ ملائكةٌ  سودٌ،

ألعبُ مع  الملائكةِ ، وأقولُ:

لعلَّ  دمي  مُتعكِّــرٌ هذا  الصّبَـاح…

ألعبُ  وأضحكُ  ضحكًا  أسودَ…

كمْ  لي منْ  ملائكةٍ  طُهْرٍ

ليصيرَ ضحِكي أبيضَ كلَّ  صباحٍ!.

 

مَحْوٌ

أمسِ،

جلستُ من  الخامسةِ  فجرًا

حتّى منتصفِ النّهارِ،

كتبتُ روايةَ  بعشرةِ فصولٍ…

وقفتُ ثمّ جلستُ..

أعدتُ  قراءةَ  ما  كتبتُ

وصفّقتُ لي…

فجأةً  انقطعَ  الكهرباءُ،

ومسحَ  كلَّ  شيءٍ..

وقفتُ  ثمّ … ضحكتُ طويلاً..

ضحكتُ  على  الكهرباءِ.

……………………..

الحقَّ أقولُ:

لا  أضحكُ  إلاَّ  على قارِئي.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*