ذاتَ هــــذيانٍ … : شعر: زهور العربي – تونس

12063693_946274295419802_7912155905693166795_n

زهور العربي – تونس

stock-photo-80659815-woman-alone-and-depressed

 

ضجرٌ يغزوني كشهيقٍ
لأتشظّى زفيرًا…
في مكاني
كأنّ القمرَ محزونٌ
قاطعَهُ ليلُ السُّمارِ
فأتاني يشكو لوعتَهَ
ليلقاني ..
جمرةَ أشواقٍ
زفرةً من فوهةِ…
بركانٍ
والصّمتُ ثعبانٌ ماردٌ
يتكوّرُ … يتكوّرُ
يعصرني
ليئدَ في العمقِ همساتي
وفي الحلقِ على غيرِ العادةِ
حروفٌ كالجندٍ واقفةٌ
تنتظُر فتحًا وغنائمَ
أنفاسي وقمري والذّكرى
وهذه الحمّى المأجورةُ
باتتْ وقودَ هذياني
والبوحُ شرابٌ أعصرُهُ..مُرٌّ
كطعمِ الأيّامِ
أسمّي باسمِ اللهِ وأشربُهُ
ليُخمدَ هجيرًا أدماني
مُذ سربلني السّقمُ أعاقرُهُ
ولم يَسْبِرْ بُؤَرَ أوجاعي
دواءٌ في الموعدِ
والسّاعةُ أضحتْ سجّاني
قصيدةً تكاد يشتعلُ
شوقًا لجنوني…
لغزواتِ يراعي
لكنّي بتُّ كدندنةٍ..
كرِعشةِ عصفورٍ في الطلِّ
كعشٍّ هدَّهُ إعصارٌ
كأنينٍ يعزِفُهُ نايٌ
حنينًا للُقْيانَا
أنا…. يا قمري الشّاكي
قصيدةٌ بلا جُندٍ ولا عتادٍ
دواةٌ بلا حبرٍ يُسْكَبُ
ليزهرِ في القلبِ جنانٌ
والحُلمُ جناحٌ خفّاقٌ
بدويٌّ في زمنِ الإبهارِ
شمسٌ أبدًا مِعطاءٌ
تؤوبُ مع الصّبحِ ضحوكًا
في موكبِ غزلانٍ وأيائلَ
لتقول للوردِ تنحَّ
إنّي عشتارُ الأزمانِ
سأهيم في الوادي مع عبقرٍ
حتّى تخفّ أوزاري
وأعدّلُ ساعاتِ العمرِ
على مدٍّ ليس بإمكاني
وأعاقرُ الطَلَّ.. وأسكُبُهُ
لأنعشَ أفئدةَ السُّمّارِ
إنّي أضحيْتُ بوصلةً
تطاردُ فيروزَ الشُّطآنِ
فكيف أصادفُهُ في الحمّى !
في الضّجرِ!
في الصّمتِ الصّاخبِ !
في الذّكرى !
في قصيدةٍ أوجعَها النّسيانُ !
والمَرْسى سرابٌ يراودني
يهزمُني
إذا ما البحثُ أعياني

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*