حزنٌ كـليلِ الشّتاءِ: لوحة شعريّة لكريم عبدالله – بغداد- العراق

12212512_739026449536499_376985470_n

كريم عبدالله – بغداد- العراق

 

حزنٌ مرارتهُ تداعبُهُ وسادةُ ليلٍ شتائيّ عاثَ البردُ في حكاياتِهِ الطّويلةِ ، مرّةً أخرى يعودُ عجوزاً هرِماً كأوراقِ الرسائلِ القديمةِ ماتتْ بينَ حنينها زهرةٌ يتيمةٌ و ظلَّ عطرُها حبيساً معلّقاً على الانتظار ، عشيّةَ اللّقاءِ كانتْ العيونُ قناديلَ تُطردُ وحشةَ دمعةٍ تزدحمُ بهلعٍ تحتَ اشتهاءٍ خجولٍ يبحثُ عنْ دفءٍ بعذريةِ الأيامِ الفتيّةِ ، بينَ ارتباكِ الأصابعِ المَهُوسةِ بالتسكّعِ على طهارةِ الثَّلجِ المتساقطِ فوق زهوِ الرّبيعِ ومسحةِ خوفٍ أجوفَ شبحهُ المجنونُ يطاردُ أحلامَها النّرجسيّةَ، لمْ تأتِ البِشارةُ بعدُ ، كلّما توارى سرُّ الصّمتِ فضَحَه حنينُهُ ا
لِلْألقِ المشحونِ بزخرفةِ اللقاء ، تتوقُ البسمةُ، وعطرُ النّقاءِ يداعبُ دهشةً تسكنُ خلفَ شمسِها وسنابلِ القمحِ ، تهجعُ أغصانُ الزيتونِ مرمّمةً عذاباتٍ تأكلُ الأيامُ بصيصَ اللّهفةِ والانتعاش , للفقدِ كرسيٌّ ترتمي عليهِ زفراتٌ أتعبَتها كثرةُ التّحديقِ مِنْ نافذةٍ ينسجُ الغيابُ على زجاجِها خيوطَ يأسٍ يبحثُ عنْ شموعٍ. تتراقصُ الأمنياتُ في بحرٍ مِنَ القبلاتِ يختزلُ علاماتِ اللّيلِ الدّاكن . فَمَنْ سيستدرِجُ بعضاً مِنَ السّكينةِ التي تستحمُّ فيها حقولُ اللّوعةِ وتشتعلُ على حافاتها المسافاتُ البعيدةُ وتتكاثرُ الكرومُ، معلنةً بدايةَ المعركةِ …. ؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*