وجهان : قصّة قصيرة لمحمّد أسعد سموقان – اللاّذقية – سورية

pro-im-21

محمّد أسعد سموقان

محمّد أسعد سموقان

 

 

يجلسان على طاولة واحدة،رجل وامرأة.
وجه المرأة يوحي بالرضى والحزن ..الأنف طويلٌ يتقوس قليلاً بشكلٍ أُفقي , وترى العينين, : واحدة مفتوحة والأخرى مغمضة قليلاً تشي بغمزة..
والشعر أزرقُ متدلٍّ كما انحناءة الوجه والأنف..
تكلمتْ بصوت غير مسموع : لقد أخلصتُ لك كثيراً يا حبيبي. إني مازلت أحبك فلماذا لا تبتعد بي نحو فرحٍ أكثر حتى أقترب منك ليلتصق قلبي بهواك؟!
لوجه الرجل نفس حركة الأُنثى و وجهها .. لكن خطوطه أقوى، فيها التصميم على المضي نحو هدف مركّز.. هو أزرق ضارب إلى الحمرة وكل هذا ينمو في وسط لستارة فستقية بالأسفل وترابية في الأعلى ..
وبلغة الإشارة : سنلتقي يا صديقتي ونذهب بعيداً ونأخذ ألواناً نحبها . نعم هيا نستعيرُ من الشمس أشعتها ومن القمر الضياء.

وجه أمامي

الجبهة عريضة، بنّية، غامقة ،فيها بقع من بقايا عشب أخضر في شكل إضاءات خفيفة , ومن أعلى الجانب اليساري يحاول الأورانج اقتحام مشهد الأخضر مع البنّي فيتوزع بهدوء………..اقتربَ مني وسأل بثقة:
-هذه اللوحات بالتأكيد للبيع؟
-هي للعرض أكثر منها للبيع.
أنا أحاول أن أرضي رغبةً في داخلي.
-هل يمكن أن تشرح لي قليلاً؟

-الشرح هو الذي تراه بعينيك لا أكثر ولا أقل.
-أنا أرى مزهريّة من زجاج تحوي باقة ورد من كل الألوان، فيها امرأة تتقوقع وتتحول إلى جذوع للورد والحياة.
-هذا بالضبط ما أردت توضيحه.. أنت فنان حقيقي..
-إنه نصفي الآخر الذي أبحث عنه..
لقد تغيرت ألوان الوجه وخطوطه..
أتذكر يوم كنا نجلس سويةً على طاولة واحدة كنا نحلم.. نكبر وتكبر فينا الأحلام ..نطير وتتوالد الخطوط والألوان..
وها أنا أرى أن الحلم قد تحقق: إنها المرأة، شجرة الحياة التي أبحث عنها .

بروفيل/وجه جانبي

يبدو من بعيد مثلّث متساوي الساقين, رأسُ المثلث آخر الأنف. وقاعدته هي السطح الخلفي للوجه، ويمسح الضلع العلوي خطوطُ أو تعرجات العين والفم..إنه وجه يمثل الثبات والقوة..!
ذهب إلى مشغله..فرش قماشةً على الأرض، راح يقصُّها إلى لوحاتٍ صغيرةٍ فرشَها على الطاولة..تناول السبيداج والزّنك مزج بعضها ببعض بكميّةٍ متساوية ثم أضاف إليها الغراء وراح يمزجهما بعناية فائقة.. دهنَ القماشة جيدا وراقب لمسات الفرشاة ، الخطوط الصغيرة التي تلامس السطح الأبيض ..انتظر حتى جفّت القماشة..!
راقب وجوه المارة فكانت جميعها مثلثات,.فراح يرسمها إلى ما لانهاية له..
فهي رموز الخصب والحياة.

تعليق واحد

  1. Histoire subjective ……
    Je ne peux croire qu’il est vrai
    Désir rêve ne se termine jamais
    nous donne aussi sa fascination …….
    infiniment reconnaissant

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*