خصائص الخطاب العِشْقيّ في ” مجموعة ” عفوا منكَ “(1) للشّاعرة اللّبنانيّة راشيل الشّدياق : محمّد صالح بن عمر

12041917_10207916070969137_699704924_n

لم يحظ الخطاب العشقيّ بعناية المنظّرين في علم تحليل الخطاب  عنايتهم بأنواع الخطابات التي عُدّت نوعيّة . وهي السّرديّ* والوصفيّ*  والحِجاجيّ* والتّفسيريّ* والأمريّ* .ولعلّ ذلك راجع إلى كونه خطابا هَجِينا*  يستمدّ مادّته من هذه الخطابات كلّها أو بعضها . ولهذا السّبب لا نكاد نظفر في هذا  المجال إلاّ بمحاولة جدّيّة يتيمة للنّاقد الفرنسيّ رولان بارت ( Roland Barthes )  في كتابه الموسوم بنِتَفٍ من الخطاب العشقيّ الصادر سنة 1976  (2) دون أن تعقبه مجادلات مهمّة  في شأن طبيعة هذا الخطاب و مكوّناته .

ولماّ كناّ نتصدّى في هذا الفصل لمجموعة شعريّة جاءت كلّ القصائد التي أُودِعتْ فيها خطابات من هذا القبيل – وهي مجموعة عفوا منكَ للشّاعرة اللّبنانيّة راشيل الشّدياق – فلا مناص  من أن يكون منطلقنا و إن بإيجاز من كتاب بارت المذكور .فما هو تصوّره لبنية الخطاب العشقيّ  ؟ و ما هي خصائصه عنده ؟

I – الخطاب العشقيّ في تصوّر رولان بارت :

لقد حدّد بارت هدفه في ضبط المقوّمات النَوعيّة اللّغويّة للخطاب العشقيّ . وذلك بالنّظر إلى الحبّ باعتباره سلوكا لغوياّ لا شعورا  خالصا مجرّدا قصد الكشف عن خصائصه الكونيّة .فبدا له أنّ له خَصِيصتين رئيستين هما :  التّجزئة*  والأفقيّةّ*  .  فالأولى  – وقد حرص على إبرازها في عنوان كتابه : ” نِتَفُ الخطاب العشقيّ  –  عزاها إلى الصّعوبة الفائقة التي يجدها العاشق في إدراك الكلّ وتحقيق الانصهار في المعشوق . أمّا الأخرى فلِكونِ خطاب العاشق  يجيء على هيئة  رِزَم من الجمل المتقطّعة غير النّابعة ،  على حدّ قوله  ، من مستوى أعلى لعدم وجود كينونة وراء الوجود المادّي  يتعلق بها .

وفي هذا يقول ( 3) : ”  لا يوجد خطابُه  ( أي العاشق ) أبدا إلاّ على هيئة نفحات لغويّة تتوافد عليه  في ظروف طفيفة أو دون سابق إنذار …وطيلة الحياة الغراميّة للشّخص العاشق تنبجس الصّور في ذهنه دون أيّ نظام لأنّها تخضع في كلّ مرّة لمصادفة  داخليّة أو خارجيّة .فبمناسبة كلّ حادث من هذه الحوادث التي تنزل عليه يمتحُ العاشق من الرّصيد ( الكنز ) الصّورَ طبقا لحاجاته والأوامر والمُتَع الناّبعة من مِخياله* . كلّ صورة  إذ تنفجر تتذبذب بمفردها كأنها صوتٌ قُطِع عن أيّ  نغمة أو تتردّد إلى حدّ الارتواء  أو كأنّها  من موسيقى مُحَلِّقة .

لا منطق يربط بين الصّور أو يحدّد تصاقُبها  : فهي خارج السّياق النّصّيّ ، خارج الحكاية . إنّها أرواح جهنّميّة ، تتحرّك بعنف ، تتصادم ، تهدأ ، تعود ، تبتعد  بلا نظام  مثل خَشْرَم من البعوض  ” .

هذا التصوّر الذي يحتاج إلى مناقشة طويلة ليس هنا مجالها ،  لنا عليه اعتراضان :

الأوّل أن وصف الخطاب العشقيّ بالأفقيّة  ونفي أيّ كينونة سامية ينبع منها لا يخلوان  من التّعميم المشطّ . فلا بدّ من التّفريق  ، هنا في تقديرنا ،  بين الخطاب العشقيّ العاديّ المتداول بين النّاس  والخطاب العشقيّ الإبداعيّ الذي يصدر وجوبا عن خلفيّة صلبة  متماسكة  .وإلاّ  فلا تتوفّر فيه صفة الإبداع . وهل يوجد فناّن مبدع لا يصدر عن خلفيّة صلبة متماسكة ،  مع ضرورة التّوضيح مرّة أخرى  أن ليس كلّ من يمارس فنّا من الفنون – و منها الشّعر-  فنّانا ؟

والاعتراض الثّاني هو أنّ  اللّغة في تصوّر رولان بارت ، كما هو واضح من كلامه  ، مجموعة من الجمل .لكنّ هذا المفهوم الذي أخذ به البنيويّون طويلا ثم نوام تشمسكي  ( Noam Chomsky )قد نسفه العرفانيّون * منذ النّصف الثّاني من السّتّينات  ثمّ من بعدهم علماء العصبيّات * إذ  أثبت هؤلاء وأولئك  أنّ البنى العميقة* للّغة هي البنى الدّلاليّة وأنّ موقع التّراكيب إنّما هو  الأداء* أي البنى السّطحيّة* . ولذلك فإنّ تجربة العاشق هي في جوهرها تجربة مع  المعنى الذي هو جزء  لا يتجزّأ من اللغة بل يحتلّ موقع الأعماق منها .وهو ما  ينفي عمليّا وجود أيّ مانع من أن تتخفّى وراء  التجزئة التّركيبيّة الملاحظة في خطاب العاشق  خلفياتٌ في منتهى الصّلابة والتماسك  ، تماما مثل هذيان المصاب بعُصَاب* أو ذُهَان*  الذي يرجعه أطباء النّفس والعقل إلى أسباب موضوعيّة، دقيقة تختلف باختلاف الحالات .

هذان الاعتراضان يؤلّفان معا لدينا فرضيّة سنسعى إلى اختبار مدى صحّتها بالنّظر في الخطاب العشقيّ للشّاعرة اللّبنانيّة راشيل الشّدياق كما يلوح في مجموعتها عفوا منك التي صدرت ببيروت سنة 2012 وكان لنا شرف كتابة مقدّمتها . وقد اشتملت على سبع وسبعين  قصيدة .

 II  – الخلفيّات الكامنة وراء الخطاب العشقيّ في شعر راشيل الشّدياق :

يكشف مجموع القصائد التي أودعتها الشّاعرة  في مجموعتها عن وجود عالم متجانس، متكامل تكمن وراءه خلفيّات ثابتة . وهذه الخلفيّات  متعدّدة الأوجه . فمنها ما هو ثقافيّ اجتماعيّ. و منها ما هو نفسيّ. ومنها ما هو وجوديّ .

  • الخلفيّة  الثّقافيّة الاجتماعيّة :

يُفصح خطاب الشّاعرة عن تعلّق شديد بالحبّ المثاليّ الذي تسمو  العلاقة بين المرأة والرجل في نطاقه عن مجرّد الرّغبة الجنسيّة الطّبيعيّة المشتركة  مع الحيوان إلى رابطة روحيّة  ، متينة  ، عميقة ،  خالدة تنفلت من قيود المكان والزمان لتستقرّ في الأبديّة .ولئن وُجد هذا المفهوم للحبّ  في الثّقافة الغربيّة قديما وتحديدا عند أفلاطون (  426 أو 427 – 347 أو 348) فقد أضحى الأخذ به من الحالات النّادرة في المجتمعات الغربيّة الحديثة، من جرّاء انتشار القيم المادّيّة واستحكامها وسيطرتها على النّفوس  .لكنّ الأمر خلاف ذلك في المشرق العربيّ  لكونه مهد الدّيانات السّماويّة التي جعلت للكائن البشريّ جوهرا باقيا – وهو الرّوح – وعَرَضا زائلا  وهو الجسد الفاني .وهذا التّصوّر يعترضنا في  سياقات عدّة داخل  قصائد المجموعة  مُفْصَحا عنه  بعبارة دينيّة صريحة، كما في قول الشّاعرة :

أعلنكَ الصّومعةَ…

صومعتي

ركعةُ سُجودي

(  عفوا منك ص ص 35 – 36 )

وقولها :

نَفَسٌ عميقٌ يأخذني

 إلى شواطئ نُسْكي

بابُ صومعتي يبتسمُ

( المصدر نفسه ص 100 )

لكنّ هذا المفهوم السّامي للحبّ ليس هو الوحيد السّائد في المحيط الاجتماعيّ والثّقافيّ المشرقيّ عامّة. وإنّما ثمّة تصوّر آخر للعلاقة التي ينبغي أن تقوم بين المرأة والرّجل يرجع إلى العهود السّابقة لظهور الأديان السّماويّة وخاصّة في المجتمع العربيّ  قبل الإسلام زمن كان يُنْظَر إلى المرأة على أنّها كائن مُلحق بالرّجل ، مسخّر في خدمته  ،  تنحصر العلاقة بينهما في مجموعة من الواجبات الزّوجية و  يُقصى منها كلّ بعد عاطفيّ وروحيّ. فهذا التّصوّر الذي يأخذ به جلّ الرّجال الشّرقيّين لأنّه يخدم مصلحتهم جعل المرأة إمّا تنسى الحبّ  كلّيّا   ، مسلِّمة باستحالته و بطبيعته الطّوباويّة – وهو شأن أكثر النّساء الشّرقياّت  – وإمّا تحسّ بالحرمان  منه لكونه في تقديرها  ضرورة ملحّة لكيانها العاطفيّ . وهذا في المقام الأوّل  شأن المرأة المبدعة، الفنّانة ذات الحساسيّة المرهفة . و إلى هذا الصنف الثّاني تنتمي الشّاعرة . وهو ما يفسّر اتّخاذها  عدم  تمسّك الرّجل الشّرقيّ به اليوم  قضيّتها الأولى . ومنه نبعث  قصائد مجموعتها هذه  .

لهذا يمكن القول إنّ شعر راشيل الشّدياق يتنزّل كلّه في إطار نضال المرأة الشّرقيّة  الواعية من أجل إثبات ذاتها باعتبارها إنسانا حرّا . ولا معنى لحرّيّة الإنسان إذا  أُلْغِي منه جانبه الرّوحيّ و اختُزِلَ في جسد . ومن ثمّة فإنّ تعلّقها بالحبّ المثاليّ الخالد ومطالبتها الرّجل الشّرقيّ  بالاشتراك معها في الإيمان به  يؤلّفان خلفيّة فكريّة صلبة من شأنها أن تفنّد ما زعمه رولان بارت من أنّ الخطاب العشقيّ خطاب أفقيّ لا عمق  فيه ولا خلفيّة سامية .

  • الخلفية النفسية :

تتداول على الظّهور في خطاب الشّاعرة على امتداد المجموعة نبرتان متقابلتان: نبرة شجيّة تقترن بالتّعبير عن ألم مَكِين، مُمِضّ ونبرة بَهِجَة ترافق الإفصاح عن السّعادة في جوار المعشوق.و مردّ هذا التّناقض من ناحية  إلى حرمان العاشقة من المعشوق  لا جسدا وحضورا مادّيّا  في الواقع وإنّما من تجاوبه  معها في مستوى التّواصل  الرّوحيّ  – وهو ما يسبّب لها  الحزن والأسى –  ومن ناحية أخرى إلى  نجاحها في تحويل غيابه  إلى حضور قوّيّ ولامبالاته  إلى تناغم  معها وتبادل وإياّها  للمشاعر على صعيد المخيال .

وممّا قالته الشّاعرة في المعنى الأوّل :

أبتسمُ والألمُ يعتصر بقايا الرّوحِ

وأغامرُ نحوَ عمقِ الحقيقةِ

أستقي منه شفائي

فإذا ملحُ دمعتي سيبقى

ودوائي في هولِ تيّاراتي

( المصدر نفسه ص 32 )

ومثلها  هذه الأبيات :

وأجلسُ…

أقبعُ في مكاني

لا غافلةً

لا منتظرةً

كأسُ دمي في يدي

جرحٌ يسيلُ

لا ينكوي

( المصدر نفسه  ص ص  74- 75 )

ومماّ جاء في المعنى الثّاني قولها :

عشقُكَ

بنكهةِ الأزلِ

حُرِّيتُهُ

بجمالِ النّجومِ

صَمتُهُ

بغلبةِ القدرِ

قُوّتُهُ

بجبروتِ ماردٍ

سلطتُهُ

يُضْحِكُ

يُبْكِي

يُجِنُّ

يَكْوي

يَحِنُّ

يلملمُ أشلاءَ ذاتي

( المصدر نفسه ص 223 – 224 )

وهذا ما وسم شخصيّة الذّات الشّاعرة بازدواجية ظاهرة على الأقل  . فهي في آن واحد شخصيّة مأسويّة لأنّها محرومة من الحبّ  الرّوحيّ المثاليّ الذي لا ترى معنى لوجودها إلاّ به وشخصيّة غنائيّة بالمعنى اللّوكاتشيّ للكلمة، لأنّ هذا الحبّ يملأ عليها كيانها ويتيح لها أن تعيش لحظات انتشاء قُصْوِيّ وإن في مستوى المأمول وأحلام اليقظة .

  • الخلفيّة الوجوديّة :

لئن كان من الصّعب الفصل بين ما هو دينيّ وما هو وجوديّ، لأنّ الرّؤية الدّينية تحمل  وجوبا تصوّرا محدّدا متكاملا  للوجود فإنّ مفهوم الشّاعرة للحبّ يتّخذ في مواطن كثيرة بعدا وجوديّا خالصا  على الأقلّ في مستوى التّعبير عنه .

إنّ المعشوق باعتباره جوهرا أو روحا  هو من منظور الذّات الشّاعرة أرقى مخلوق في الكون، لأنّه هو  بالذّات الذي  تكتمل به إنسانا  ولا تكون بمعزل عنه سوى  كائن ناقص .وهذا التصوّر للعلاقة بين العاشق والمعشوق يذكّرنا بما أورده  أفلاطون في   المأدبة  من أنّ الرّوح  خُلقت في الأصل على  هيئة  وحدة مزدوجة كزوجي الحذاء ثمّ  أخذ كلّ واحد من  الزّوجين يبحث عن قرينه  باعتباره رمزا له . وفي هذا يقول :   ” كلّ واحد مناّ هو إذن رمز لإنسان قُسِّمَ على هيئة زوج النّعل  أي وحدة مزدوجة . وهكذا يبحث كلّ واحد عن نصفه الذي هو رمز لذاته “(4).

ولمّا كان ذلك كذلك فإنّ اتّصال النّصف بالنّصف هو الوحيد المحقّق للسّعادة.وهذا  الشّرط  الحيويّ ينهض مبرّرا قويّا  للبقاء الدائم في جواره .

تقول الشّاعرة في هذا المعنى :

لأنّكَ منّي الرّوحُ

وحين تكونُ الرّوحَ

فحتّى الحياةُ أمامها تنحني

( المصدر نفسه  ص 209 )

III – البنية   العميقة لخطاب الشّاعرة العشقيّ وآليات  اشتغاله :

إن البنية العميقة للخطاب العشقيّ هي، كما أسلفنا، بنيته الدّلاليّة . وفي هذا المستوى  يشفّ خطاب الذّات الشّاعرة في مجمل قصائدها عن ثلاثة عوالم متباينة هي : عالم الذّات العاشقة وعالم الذّات المعشوقة والعالم الخارجيّ .ولماّ كان  هذا الخطاب صادرا عنها هي وحدها دون أدنى  جواب أو تدخّل من المعشوق أو غيره  فهو خطاب ذو صوت واحد، أوحد . لذلك فإنّ صور هذه العوالم  الثّلاثة تُقدَّمُ من وجهة نظر الباثّة تحديدا  .وهو ما يجعل  جميع العلامات والإشارات الواردة في نصوص المجموعة موسومة برؤيتها الشّخصيّة  . و من ثمّة  يمكن اتّخاذها مفاتيح لدواخل  ذاتها  هي دون سواها .  ذلك أنّ صورتها  التي تلوح للمتلقّي  قد رسمتها هي  لنفسها،  كما رسمت صورتي المعشوق  والكون  . فكيف  تتبدّى كلّ صورة  من هذه الصّور الثّلاث ؟

  • صورة الذّات العاشقة في مرآة نفسها :

تتعاور الذّات الشّاعرة من بداية المجموعة إلى نهايتها حالتان  متقابلتان،  متعاقبتان لا تكاد إحداهما تطرأ حتى تحلّ محلّها الأخرى. وهما الاضطراب  والانتشاء .

وهاتان الحالتان تقترن كلّ واحدة منهما بوضع محدّد من جهة علاقة العاشقة بالمعشوق .فالاضطراب  ينتابها طبعا عند انفصالها  عن المعشوق  والانتشاء يتحقّق لها بديهيّا عند انصهارها فيه  .وليس المقصود بالانفصال والانصهار هنا الوصال والبين في الواقع  وإنما هما الاتصال والانفصال الذّهنيّان والنّفسياّن والرّوحيّان .

1-1: الذات العاشقة   منفصلة عن المعشوق :

إن الانفصال عن المعشوق لا يتحدّد في مستوى الجوهر حيث يؤلّف هو والعاشقة روحا واحدة ولا على صعيد الواقع المادّيّ حيث يمكن لهما الاقتران طبقا للضّوابط التي تحدّدها النّواميس الاجتماعيّة  وإنّما على صعيدي الوعي  والعاطفة .وهو ما يظهر في عدم تطابق الصّورة التي يحملها كلّ منها للآخر .فهو من وجهة نظرها واحد أوحد لا بديل له في الكون ولا معنى لحياتها من دونه. أمّا هو فإنّه ينظر إليها على أنها امرأة كسائر النّساء.وفي ذلك إقرار بعدم حاجته الملحّة إليها هي تخصيصا.وهنا بالذّات تكمن بؤرة الإشكال ويلوح البعد الأعمق لوضعيّة الذّات الشّاعرة الذي هو بعد مأسويّ. وهل المأساة  سوى  إفراز  لقطيعة مع الكون . وهذه القطيعة ثابتة  لا ريب فيها هنا . وذلك بحكم أنّ المعشوق لا يأبه للرّابطة التي  ترى العاشقة أنّها قائمة  بينهما على صعيد الجوهر أي الرّوح .

والأحاسيس  الطبيعيّة  لكلّ  شخصيّة مأسويّة  هي الحزن والأسى والشّعور بالإحباط وانسداد الآفاق .وهي  كما ذكرنا   ، شديدة التواتر في المجموعة . من ذلك قول الشّاعرة :

مُحالٌ استكانتي

فالوجعُ مؤلمٌ

حِدّتُهُ قاطعةٌ

كسيفٍ

ما تناولتْهُ اليدُ

إلاّ لتنحر

(المصدر نفسه  ص 53 )

 

وقولها :

وحدَهُ صوتُكَ

يوقظني من يأسٍ عاصفِ

أتمتمُ

وأتمتمُ …

يجفُّ حلقي

أسقيه من دموعي…

( المصدر نفسه  ص 57 )

لكنّ هذه الصّورة لا تستقرّ على حال . بل كثيرا ما تنقلب إلى ضدّها . وذلك بأن  تتحوّل الذّات الشّاعرة  إلى شخصيّة ملحميّة . فإذا هي بمنزلة اللبؤة الشّرسة   المنافحة عن نفسها طورا والمهاجمة طورا آخر.

تقول الشّاعرة :

غياهبُ صمتكَ

ظلماءُ قاسيهْ

تُغِيرُ

تُحَيِّرُ

تُوجِعُ

تُضْني…

وأنا كالمحاربِ في معركةٍ

لا أرضَ لها

لا عنوانَ…

بصمتي

سأقتحِمُ

مداخلَ صمتكَ

أُغِيرُ عليها بضجيج نفسي

(المصدر نفسه ص  133 )

وتقول :

أستمدّ قوّةً

من صمتكَ

من سلُوِكَ

من لاهتمامِكََ

( المصدر نفسه ص 190 )

وفي كلتا  الحالتين وعلى الرّغم من عدم تجاوب المعشوق مع الذّات العاشقة وما ولّده في كيانها من إحساس بالنّقص والإحباط  فإنّ عمق العلاقة التي تربط بينها – وهو غير واع بها – في نظرها  يجعلها في حالة انجذاب دائم نحوه  شبيهة بجاذبيّة الأرض. والإشارات إلى ذلك كثيرة في قصائد المجموعة .

وهكذا فإذا كان اتّصال الذّات الشّاعرة بالمعشوق اجتماعيّا أو جسديّا  لا يثير أي إشكال لعدم وجود موانع تحول  دونه .  وهو ما يجعله إماّ حاصلا وإمّا ممكن الحصول فأيّ قيمة  له في غياب الاتّصال العاطفيّ المترجم وحده عن الارتباط الرّوحيّ ؟

1-2 : الذّات العاشقة   منصهرة في المعشوق :

إنّ وضع الاتصال بالمعشوق والانصهار فيه في جميع السّياقات التي ورد فيها وضع متخيّل لا  تعيشه الذّات الشّاعرة إلاّ في الحلم أو على صعيد التمنّي .ومن ثمّة فهو يؤلّف بديلا مجرّدا تتعلّق به وتناضل من أجل تحقيقه .وكيف لا تصبو إليه وهو حتّى في حالة الحلم أو التمنّي يوفّر لها سعادة قصوى وشعورا بالانتشاء لا يضاهَى  ؟ وهذه الحالة شديدة التردّد أيضا في قصائد المجموعة  وهذا الانصهار يتحقّق بطريقة الانغراس* . وهو نوعان : فإمّا هو الذي ينغرس فيها وإمّا هي التي تنغرس فيه .  فالنّوع الأوّل   كما في قولها  :

يا من زُرِعَ في داخلي

دونَ استئذانٍ

( المصدر نفسه  ص 206 )

والنّوع الثاّني كما في قولها :

أن أجتاحَكَ كعبيرِ الأرض

يدعوك إلى سجنه مُؤبّدا

داخل رئتيكَ

وأموتَ عاشقةً معشوقةً

على نبضاتِ جسدٍ

جنونُهُ حُكْمٌ بحياتي

( المصدر نفسه ص 30 )

وقولها :

على شفتيكَ

 سأبني مساكني 

وتحت أناملكَ

لن ترى سوى جسدي

( المصدر نفسه ص  ص 48 – 49 )

والتلبّس هو ضرب من الجنون . والذّات لشّاعرة واعية به . وقد تردّد استعمالها لهذا اللّفظ ومشتقّاته مرارا في المجموعة نحو ما جاء في قولها : فاحترسْ من همس جنوني ( ص  51 )  تعالَ أرسمْكَ جنونا  ما نبض به عِرْقُ بشر ( ص 62 ).

ومهما تكن نوعيّة هذا الانصهار فإنّها تدرك فيه قمّة الانتشاء، كما في قولها  :

أنا أنا يا نسمةَ عمري

عاشقةٌ سماءَكَ

أجولُ فيها  سكرى

أدقُّ أبوابَها

حين يحلُّ  الخريفِ

أُمْطِرُ  مع أنهرِ رعدِها

أبسمُ لقوسِ قزحَ

يُكَلّلُ شتاءَها

لا مكانَ لي

لا أرضَ لي

لا موطنَ إلاّكَ أغراني

(المصدر نفسه  ص ص  6-7 )

وتقول :

أقبّلُ الحياةَ بشفتيكَ

برحيقِ ورودكَ

يغمرُ وِدياني

بهمسِ صلاتِكَ

يُحيي أملي

يَنْدَهُ فيه

زئيرُ الأسدِ

وأغفو

هناك…

على خطوطِ أفقكَ

أغزِلُ من المغيبِِ

لك وجودا

(المصدر نفسه ص ص 126  – 127 )

  • صورة المعشوق من وجهة نظر العاشقة :

ينهض المعشوق في جميع قصائد المجموعة محورا أوحد لخطاب الذّات الشّاعرة  حيث تلوح له صورتان متقابلتان تقابلا تامّا :  إحداهما ايجابيّة والأخرى سلبيّة .وهذا التضادّ  هو  الذي تنبع منه تجربة الذّات الشاّعرة العاطفيّة  ويؤلّف بؤرة الإشكال فيها . أمّا الصّورة الأولى – وهي مُشرقة،  مُنعشة – فتتحدّد في مستوى الجوهر أو الرّوح أي باعتبار المعشوق إنسانا مجرّدا .وهي الصّورة التي تتعلّق بها أيّما تعلّق ولا ترى لحياتها معنى في غيابها . أمّا الثّانية  – وهي باهتةٌ مثيرةٌ للقلق والإزعاج – فهي صورة  المعشوق كائنا اجتماعيّا .ووجودها هو السّبب المباشر لنضالها . فكيف قدّمت هاتين الصّورتين ؟

2-1: سموّ المعشوق و نفاستُهُ جوهرا :

انطلاقا من اعتبار العاشقة معشوقها النّصف الأوحد المكمّل لوجودها وأنْ لا معنى لهذا الوجود في غيابه وتأسيسا على كون هذا الارتباط روحياّ خالدا  فإنّه من منظورها على هذا الصّعيد  الرّجل المثاليّ الكامل .

تقول الشّاعرة :

أُعلنُ

أنّك على نفسِكَ جباّرْ

أنّ صمتَكَ عميقٌ كالبحارْ

أنّ مطاراتِك أبدٌ لا يعشَقُ التِّرحالْ

وفيٌّ ، سخيٌّ ، كريمٌ …مِغْوارْ

أعلنكَ طفلاً في حدائقِ الشّتاءْ

دمعةً في جفنِِ الزّمانْ

رجلاً

رجلاً …بروعةِ الإنسانْ

(   المصدر نفسه   ص ص 32 –  33 )

 

2-2 : وضاعة المعشوق وزهادته عقلية وسلوكا :

على أنّ الذّات الشّاعرة بقدر ما تتعلّق ب” الأنتَ ”  إنسانا وكائنا روحيّا أي بالجانب الجوهريّ الطّبيعيّ فيه لم تنفكّ على امتداد قصائد المجموعة تبدي انزعاجها من العقليّة التي يحملها و التي انتهت إليه من الثّقافة الاجتماعيّة السّائدة الموغلة في القدم  ، الموروثة عن عهود الظّلام والانحطاط .

ومن ذلك قولها :

اِبْقَ صامتًا

يا مَنْ غفلَ دهرا عنّي

( المصدر  نفسه  ص 97 )

وقولها :

أيا أيّها الغافلُ حتّى عن نفسِهِ

أشاقكَ يومًا رحيلُ قمرْ ؟

أتعرّيتَ لشمسٍ تَنْضَحُ ذكرى

لموج ما هربَ إلاّ قِسْرا ؟

بالله عليك أمؤتمَنٌ  أنت على الزَّبَدْ ؟

ما تفعلُ حينَ المدُّ بالموتِ يأتزِرْ؟

تأتيني شاهرًا سيفَكَ يقطعُ

وفي عينيَّ بحارٌ من حبّك تدمعُ

(المصدر نفسه ص 100 – 111 )

 

  • صورة المحيط الخارجيّ   في وعي العاشقة :

ليس للمحيط الخارجيّ في شعر راشيل الشّدياق حضور كمّيّ  لافت . فالإشارات إليه قليلة نسبيّا . لكن الصّفة الغالبة عليه هي أنّه عنصر مضادّ معرقل .وهو ما يجعل تأثيره السّلبيّ في علاقة المعشوق بالذّات الشّاعرة عميقا . فهو بمنزلة الشّيطان الذي وإن كان لا يُرى فإنّ  الدّور الذي يضطلع به في الإساءة و الإفساد حاسم .ومن ثمّة فإنّ الذّات الشّاعرة تناضل على جبهتين : الأولى عقليّة المعشوق المتصلّبة تجاه الأنثى  والأخرى هي المحيط الاجتماعيّ الثّقافيّ الذي منه انتقلت إلى المعشوق تلك العقليّة . لذلك تَؤولان إلى جبهة واحدة . لكن العاشقة في خطابها لا تتصدّى لها  على نحو مباشر إلاّ من خلال المعشوق .وهذا ما يجعل نضالها في المقام الأوّل ذا طابع نفسيّ عاطفيّ لا اجتماعيّ ثقافيّ .

والإحالات على هذا الواقع  المتردّي  المعرقل كثيرة ، مبثوثة في  المجموعة كلّها . وقد أخرجته الشّاعرة في صور شديدة التنوّع جلّها من جنس الاستعارة   كما في قولها :

أنتشلُ الحياةَ من ضبابٍ أسودَ

أضعُ عليها بسمةَ قُبلةٍ

علّني أُغريها  بسَكَنٍ

يحلو خارجَ المدافنِ

( المصدر نفسه ص 43 )

وقولها :

أهادنُ…

لا بل أراوغُ

بصمتِ مُطْبَقٍ

موتا على الباب يُطْبِقُ

يُغِيرُ بألفِ وجه

(  المصدر نفسه ص 44 )

يؤلمني

وَقْعُ خطوي

على أرضٍ جليديّهْ

لا تَفقهَ من الحياةِ

سوى قشورٍ أنانيّهْ

( المصدر نفسه ص 52 )

 

 

IV–  خطاب الشّاعرة العشقيّ في مستوى الأداء :

في مستوى الأداء أي على صعيد استعمال الذاّت الشّاعرة اللّغة تستوقفنا ثلاثة مستويات : الأوّل أنواع الخطابات الموظّفة ، ثانيا أصناف الأفعال الكلاميّة  المستخدمة ، ثالثا الوسم الإنشائي للمَقُول .

ففي ما يخصّ العنصر الأوّل نلاحظ غلبة الخطابين الوصفيّ والأمريّ . وذلك لإمعان الذّات الشّاعرة في وصف حالتها النّفسيّة واستماتتها  في  السّعي إلى التّأثير في المعشوق بحمله على التخلّي عن  موقف اللاّّمبالاة الذي يقفه منها . فمن النّوع الأوّل قولها :

في داخلي سكونٌ مجرّدٌ

 موجودٌ بلا مبرِّر

بلا أسبابٍ

سئمتُ أسبابَكَ

أسألُها التغييرََ

مللتُ الكلامََ

في غفلةِ الكلامِ

( المصدر نفسه ص 171 )

ومن النّوع الثاّني هذه الأبيات :

اقتربْ

فالرّوحُ

على وقعِ الأناملِ

تحنو

تدنو

ترتشفُ

عانِقْني

واجعلْ  على مرافئَ الهوى

كلَّ وَجَعٍ يغفو

( المصدر نفسه ص  63-64 )

أمّا اللّون الأوّل فيوافق ما سمّاه جون سورل( John Searle ) التّعبيريّات *. وهي الأفعال التي  يستعملها المتكلّم عند الإفصاح عمّا يعتمل في نفسه من أحاسيس والثاني يطابق ما أطلق عليها مصطلح  التّوجيهات *. وهي الأفعال الكلاميّة التي يحاول بها أن يحصل على شيء مّا من المخاطب .

وأمّا في المستوى الإنشائيّ الفنّيّ  فإن خطاب الشاعرة  يتّسمُ على نحو عميقٍ  مُكثّفٍ  بمياسم الشّعريّ  من عدول وإيحاءٍ وإيقاعٍ داخليِّ لا يكاد يخلو منها أيّ بيتٍ . وهذه المُقوّماتُ الثّلاثةُ للشّعريِّ تتساوق متضافرةّ ،  متناغمةً في نطاقٍ تَوَجُّهٍ  قويٍّ ، غالبٍ  لا ينقطعُ هو التوغّلُ في الأقاصيّ . حتّى كأنّ الشّاعرةَ مسكونةٌ برغبةٍ جامحةٍ  في الانطلاق و  ظمإٍ  لهيفٍ إلى معانقة اللاّ متناهِي في المكان والزمان والوجود .

ولقد تجسّد هذا التّوقُ العارِمُ  أسلوبيّا  في سَيْلٍ دافقٍ من الصّور المَصُوغِ جلُّها  وَفْقَ تَقَنِية التّفخيم. وذلك بالذّهاب إلى أقصى حدّ في المباعدة بين المشبَّه والمشبَّه به  أو بين المََكْنِيّ و المََكْنِيّ عنه أو في تصور نوع العلاقة التي يقوم عليها المجازُ إذا  كان مُرْسَلا . وذلك كما في قولها :

أغتصبُ النارَ وهي تتّقدُ جنونًا

وأرسو مكحلةَ العينينِ

بسوادِ ليلٍ ما ينتهي

أدورُ في أفلاكِهِ

أزرعُ مساكنَهُ شذراتِ وردٍ باسمةً

طريقُ في أفياءِ الوجدِ يحملُني

يأخذُني من دمي

ينثرُني

على بياضِ أديمٍ كالثّلجِ

قصصَ حكاياتٍ خياليةً

هويّةَ واقعٍ عفويةً

لفتةً من زمنٍ

ظمؤُهُ أنهرٍ

تعرُّجاتُها مدوّيةٌ

( المصدر نفسه ص 16 )

 

أمّا نَغَميّا فنَسَقُ الإيقاعِ عالٍ كالنّبضِ السّريع تَمَشّيا وقوّةَ دَفْقِ الإحساسِ واندفاعه . وهو نابع من قِصَرِ الأبيات وتناسبها  التّركيبيّ ، ينطلق منذ أوّل بيت ويجري  جريان السّيلِ  الجارف العَتِيّ إلى أن يبلغ النّهاية .ويدعمُ هذا الإيقاعَ الصّوتيَّ إيقاعٌ ذهنيٌّ مُتأتٍ من بناء الفكرة وهندستها وتوزيع فروعها وتفاصيلها على امتداد النصّ .

وللشّاعرة ، فضلا عن ذلك  ، عزوفٌ شديدٌ عن الدّلالات المرجعيّة . فإذا هي تبذل  في كلّ خُطوة أقصى الجهد من أجل تنقية خطابها منها و تكثيف الدلاّلات الإيحائيّة والرّمزيّة فيه .فبلغت العبارةُ بفضل ذلك درجةَ عاليةً من الشّفافيةِ والغَبشيّةِ لكن دون تَعْمِية أو حَجْبٍ تامّ للمعنى .

خاتمة :

نخلص في خاتمة هذه القراءة المتعجّلة في  مجموعة  عَفْوا منك ،  باكورة الشّاعرة راشيل الشّدياق  التي  مدارها على تجربة عاطفيّة عميقة بعيدة المدى أنّ الخطاب العشقيّ الذي جاءت فيه كلّ قصائدها بلا استثناء يخضع لهيكلة دقيقة صارمة  سواء في مستوى بُناه العميقة أو السّطحيّة . وذلك لكونه نابعا من  خلفيّات صلبة متماسكة تعكس رؤية واضحة  متميّزة للذات باعتبارها عاشقة   وللمعشوق والكون . وهذه الرؤية وإن كانت ذاتيّة فرديّة فإنّها ت تتنزل  في رؤية جماعيّة  هي رؤية المرأة الشّرقيّة المثاليّة  ، العاشقة ، الواعية ،  المناضلة من أجل إقامة علاقة توافق مع الرّجل الشّرقيّ  بدعوته إلى  اكتشاف الكنوز النّفيسة  التي تختزنها في ذاتها . وهي   الصّدق والرقّة والقوّة والشجاعة والإباء وعزّة النّفس والحُنْكَة وبُعْد النّظر والتوّق إلى الأعالي  –   وإلى  وضع يده في يدها لافتتاح  عهد جديد يسيران فيه  جنبا إلى جنب  في طريق الكمال الإنساني.

لكل هذا نقول إنّ هذه المجموعة عفوا منك لراشيل الشّدياق و إن كانت الأولى لصاحبتها  فإنّها  تنبئ بقرب ميلاد صوت شعريّ  نسائيّ سيكون له شأن في المستقبل  إلى  جانب  الأصوات الشّعريّة اللاّمعة عربيا .

الهوامش :

  • الشّدياق ( راشيل ) ، عفوا منكَ ، دار الجيل ، تقديم محمد صالح بن عمر ، بيروت 2012.
  • Barthes ( Roland ) , Fragmentsd’un discours amoureux , éditions du Seuil ,  Paris 1977
  • pp 7- 8.
  • Platon,Le Banquet ,  traduction  française   de  Émile Chambry , Classiques Garnier ,  Paris 1922   191 d 5-7.
  • Searle ( John, R ) , Les actes de langage, Essai de philosophie linguistique , Hermann, Paris 1972 pp. 70-71.

 

المصطلحات :

الخطاب السّرديّ( Discours narratif )

الخطاب الوصفيّ ( Discours descriptif )

الخطاب الحِجاجيّ ( Discours argumentatif )

الخطاب التّفسيريّ ( Discours explicatif )

الخطاب الأمريّ ( Discours injonctif )

هجين ( Hybride )

تجزئة ( Fragmentation )

أفقية ( Horizontalité )

العرفانيّون  ( Les cogniticiens )

علماء العصبيّات ( Les neuroscientifiques )

بنى عميقة (Structures superficielles )

أداء  (performance )

بنى سّطحيّة (Structures superficielles )

عُصَاب( Névrose )

ذُهَان ( Psychose )

انغراس( Implant  )

 

من هي راشيل الشّدياق ؟

ولدت راشيل الشّدياق ببلدة رشعين (رأس العين) قضاء زغرتا ( شمال لبنان). زاولت دراستها في مدرسة الرّاهبات الأنطونيّات بالخالديّة بزغرتا .حصلت عام 1994على شهادة دار المعلّمين ببيروت في تخصّص اللّغة الفرنسيّة.تكتب الشّعر باللّغتين العربيّة والفرنسيّة .تنصرف في مجمل نصوصها إلى تصوير عالمها الدّاخليّ العامر بحبّ أفلاطونيّ يتراوح بين العنف واللّطف، مستخدمة لمسات لفظيّة في منتهى الرّشاقة، ومستثمرة كأحسن ما يكون الاستثمار ما تتمتّع به من خيال خصب وحساسيّة جماليّة مرهفة .

 

مجاميعها الشّعريّة :

أنفاسٌ لا  عمرَ لها ، مجموعة باللّغة باللّغة الفرنسيّة (Souffles sans âge)،  دار الجيل ، بيروت، 2011 – عفواً منكَ،دار الجيل، بيروت، 2012 – تقديم : محمّد صالح بن عمر – يومَ راقصَني المطر، دار الجيل، بيروت، 2015.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*