قصيدة المنفى: شعر: بشر شبيب – شاعر من دمشق مقيم في تركيا

بشر شبيب

صيدة: المنفى .. شعر بشر شبيب ، من دمشق مقيم في تركيا

 

لم يكن منفايَ دوماً ابنَ كلبٍ وسيّئا

لم يكن بالسوطِ يمشي بين أحلامي وأفكاري

ولم يحمل على شِعري ضغينةْ

كان مخموراً قليلاً في ليالي الصيف 

كان مخصيَّ العواطف

كان أعمى .. 

كان مثل الثلج بارد 

كان مجنوناً ولكن، 

كنتُ أنمو فيهِ مثلَ الياسمينةْ

كالأماني بالخلاصِ من رؤى تلكَ السجينةْ.

قلتُ في نفسي:

أتُراني كلُّ ما أحتاجُ؛ أن أحيا على حلمٍ؟

آمناً مثل الفراشِ الحرِّ فوقَ الزهرِ من غدرِ المدينةْ

عابراً موجَ الحياةِ ، شاعراً في البحرِ

وقبطاناً لمليونِ سفينةْ

 

أعطني ما قد تبقّى لي من الكأسِ الأخير

سوفَ أشرب

أعطني ما قد تبقّى لي من الحلمِ الأسير

سوفَ أذهب

أعطني حريّتي ، ورداً على نهدٍ من الإسفلتْ

سوفَ أرغب

 

ها هو المنفى على جلدي 

كطفْحِ الحَبِّ في عمرِ الشباب 

أدهنُ – الفازلينَ – يهدأ

ها هو المنفى كآفاقِ السحاب 

واسعٌ.. حرٌّ.. نقيٌّ.. فارغٌ من كلِّ أنواعِ الذباب 

ها هو المنفى وإن يقسو عليّ

لم يحاول أن يزجّني

في زنازينِ الغياب

ها هو المنفى وقاني الموتَ مسجوناً 

ومذلولاً لآلافِ الكلاب 

 

ها أنا الآنَ هنا .. 

رافعٌ رأسي لكي لا أفقدَ المعنى 

الحقيقيَّ لإنسانيّتي 

رافعٌ رأسي أنا ما دامَ في وجهي 

بقايا من دماءِ قضيّتي 

وطنٌ ثانٍ هو المنفى، 

لذا ، 

خبّأتُ في جيبي شظايا من رمادِ هويّتي

ذلك المنفى بحقٍّ يستحقُّ 

لو قليلاً من قصيدتي 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*