رسالةٌ من الأرضِ : شعر: أميمة إبراهيم – دمشق – سورية

أميمة إبراهيم


غيرَ آبهٍ بصراخي
أشعلْتَ ناركَ
في أعطافي
ومضيْتَ .
أما كنتُ عروسَ فتنتِكَ
تغزلُ ربيعي تاجاً
وصولجانَاً .

فكيفَ فضضتَ بكارةَ خُضرتي
ومضيْتَ؟
وكيفَ أوقدْتَني حطباً
في حروبٍ
وطقوسٍ ماجناتٍ
وجلسْتَ
مثل نيرونَ
ترقبُ ماتبقّى من رمادي
تذروهُ الرّيحُ
وتضحكُ
تضحكُ
تضحكُ غيرَ آبهٍ
بما استعرَ في جوفي
أو
بما خمدَ من شوقي؟
… ..
أيّها الغريبُ عنّي
ما أنا إلاّ ورقةُ توتِ عُريكَ
فكيف تمزّقُ رهيفَ نداوتي
وتعرى؟
وكيف معولُكَ ماعادَ رهينَ حرثي
ولا عادَ لرقصةِ حبّي
يخاصرُ اشتهائي؟

……
أيّها الذي
من ترابي كانَ
وما أقام لمائي طقوسَ الصّلاةِ
ولا أخاطَ  النازفاتِ من الجراحِ
ولا أدفأ برضابِ العشق برودةَ أطرافي.

أيّها القريبُ…  البعيدُ… الغريبُ
يوماً ما
آن تجفُّ في سواقيكَ
صنوفُ الحياةِ
سيضمُّك بدفئهِ ترابي.
فخففِ اللّوعةَ
و داوِ بالخضرةِ
ماتبقّى من اخضراري.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*