آلظِّلالُ كُلُّهَا خُدْعةٌ..: عبد اللّطيف رعريّ – شاعر مغربيّ – مونتبولييي – فرنسا

عبد اللّطيف رعريّ

 

منذُ الزّمنِ

منذ لا محدوديّةِ الزّمنِ

 إلاّ برهةٌ وقليلٌ ….

شاختْ في ثنايا القلبِ رائحةُ الجرحِ

فتعفّنتْ مقاصدي في أبهى ميلادِها…

 فتسلّلَ مَن\ء تسلّلَ

 إلى معطفِي الصّوفِيِّ ….

الى كَومةِ الشَّغفِ الذّي يُدثرُني…

إلى رَمادِ الحَريقِ الذّي يحْفظُ شُعلتِي…

فأيقظَ وجَعِي بِهزةٍ لا آلفُها..

 هَرولتُ إلى جنَباتي بالفزعِ الذّي هيّأتُه مَشِيئتي …

عاريًا …

إّلاّ منْ ظلّي …

إلاّ من عجزِي…

إلاّ مِن تضرُّعِي…

أخفيْتُ بكائي في كوّةِ جسدي…

ورمَّمتُ دموعي بين أكْمامِي

هُدْبةً لعكّازتي

فاختَارنِي وجعُ السّوادِ ممّا لا أملكُ

فأهداني يدًا غادرةً تحملُ فتاتَ حزني…

إشاراتٍ إلى أن أحملَ أشلائي

 أن أغيّرَ اتّجاهاتي صوبَ ليلٍ آخرَ ..

إشاراتٍ من اللهِ

 إلى أنّ الحمقَ حينَ يُطلُّ تزهرُ أوراقُهُ بالتّلفِ…

وتصومُ الطّيورُ عن الكلامِ

حتّى تلِدَ الحِرباءُ سماءً

لن يمحيَها كما دأبَ على ذلك لساني بالغناءِ

 إشاراتٍ ممّنْ سكنَ …

فضاءاتٍ دخانُها جليدٌ يسري في العظامِ مللاً

إشاراتٍ ممن كانتْ طريقُه يومًا عاطلةً…

إلى  أنّ منحدَراتِ القلبِ لا تهدُّها غاويةٌ ….

حينَ لا تعدُو الهاويةُ أن تكونَ سويّةً…

وحينَ أمُّ الأربعينَ على بطنِها ملْويّةٌ

وعقربُ الصّخرِ لنفحِها رَاوِيةٌ…

 وعيونُ البُّومِ تفترشُ الشُّرورَ

إشاراتٍ من ظُنوني ….

إلى أنّ قُصورّنا  التي نبنيها بالوهمِ صارتْ طللاْ

تَصلَّبَ كما شئنا لهُ عند جذعِ الشّجرةِ …

فأمَّتهُ قوافلُ النَّملِ ..

وقضمتْ أصابعَهُ عاهراتُ اللّيلِ..

 فإذا هو بردٌ ولا سلامٌ ..

وهو ظُلمٌ وظَلامٌ..

 إشاراتٍ من ثائرٍ في الجنّةِ

أنَّ عقمي خدعةٌ

وحزني عدا ما طويتُ منهُ خدعةٌ…

وعطشُ عمري عدا  ما رويتُ منه خدعةُ…

وخسارتي وما ملكتُ خدعةٌ.

منذُ الزّمنْ

منذُ لا محدوديّةِ الزّمنِ

اِبشِروا فإشاراتي بشرى لكم جميعًا

لتعيدوا إليّ معطفي….

فخجلي يغرقنِي في البُكاءِ حينَ أرَاكمْ

أمّا ألفتِي للعَراءِ فصارتْ ظلّي.

والظّلالُ كلُّها خدعةٌ.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*