وليد سليمان* والقَصَص التّسعينيّ امتداد أم قطيعة في مجموعته ساعة إينشتاين الأخيرة؟ – قراءة : محمّد صالح بن عمر

Walid-Soliman

القصّاص التّونسيّ وليد سليمان

ساعة اينشتاين الأخيرة
لقد مرّت على دخول القصّة القصيرة بمفهومها الحديث الأدب التونسي اليوم أكثر من ثمانية عقود اجتازت خلالها إجمالا ثلاث مراحل كبرى : الأولى من البدايات في أوائل الثّلاثينات إلى أواخر السّتينات اتّسمت بالسّعي إلى الوفاء التّامّ لشروط ذلك الجنس كما استقرت لدى كبار رموزه في الغرب أمثال قي دي موباسّان( Guy De Maupassant ) وتشيكوف ( Tchékhov ) والثّانية من أواخر السّتينات إلى أواخر الثّمانينات وقد غلب عليها مراس التّجريب، بحثا عن أشكال قصصيّة جديدة تحلّ محلّ الشكل القصصيّ الكلاسيكيّ والثّالثة انطلقت في بداية التّسعينات وقد تميّزت بتداخل الأجناس وانهيار المدارس. ويمكن أن نعدّ عليّ الدوعاجيّ أبرز ممثّل للمرحلة الأولى وقصّاصي حركة الطّليعة خير مجسّمين للمرحلة الثّانية وقصّاصي التّسعينات أقطاب المرحلة الثّالثة.
على أنّه من حقّنا – ونحن في العشريّة الثّانية من القرن الحادي والعشرين – أن نتساءل عن ملامح القصّة النّوعيّة لدى الجيل الأوّل من هذا القرن: أهي امتداد للمنحى الذي تبلور وشاع في التّسعينات أم ملامح جديدة أو معدّلة ؟
إنّ الإجابة عن هذا السّؤال الجوهريّ تقتضي، بلا شكّ، تقليب النّظر الفاحص المدقّق في مدوّنة موسّعة من المجاميع لقصّاصي هذا الجيل. وهو عمل طويل النّفس من الأفضل أن يكون جماعيّا. ولتكن فاتحته هذه القراءة لمجموعة وليد سليمان الأولى التي وسمها بساعة إينشتاين الأخيرة.
تشتمل هذه المجموعة على تسع أقاصيص، اثنتان منها مؤرّختان في سنة 2006 والسّبع الأخرى غير مؤرّخة. ولا ندري إن كانت هذه حصيلة ما كتبه المؤلّف من قصص حتّى سنة الإصدار – وهي سنة 2008 – أم هي منتخبات ممّا كتب.
على كلّ، تقدّم هذه القصص ، على قلّتها النّسبيّة ، مجتمعةً صورة متكاملة متجانسة للمنحى الذي يسلكه المؤلّف في مراس هذا الفنّ من جهتي الأسلوب والدّلالة.
فأسلوبيّا تتّسم هذه القصص بسمتين رئيستين الأولى : غياب التّمدرس والأخرى السّعي إلى الإدهاش والإرباك.
أمّا غياب التّمدرس فهو ماثل في التّنوّع الشديد لألوان الكتابة السّرديّة المستخدمة. فالقصص التّسع تتوزّع على لونين كبيرين مختلفين : الأوّل هو القَصَص الواقعيّ والآخر التّجريب. أمّا الواقعيّة فتتجسّد في لونين فرعيّين هما : القَصَص التَّرْجذاتي ومحتمل الوقوع.
فإلى القَصَص التّرجذاتي تنتمي قصص “في ساحة جان جينية،” و”ثلاث ساعات في فيوميتشينو” و”القبلة” وربّما “ذات مساء”.
فهذه القصص مرويّة كلّها على لسان المتكلّم وبعضها يتضمّن إشارات واضحة إلى وقائع ذات صلة بحياة الكاتب مثل دراسته بإسبانيا. ولكنّها لا تصوّر أحداثا كبرى حاسمة كان لها تأثير عميق في مسيرة تلك الحياة. وإنّما تتضمّن نقلا لمواقف محدودة في المكان والزّمان مثل لقاء البطل الكاتب الشّهير جان جنيه في حديقة عموميّة أو طالبة إيطاليّة بضع دقائق في مشربٍ بمطار روما أو تبادل قبلة مع تلميذة من رفيقات الدّراسة أيّام فترة المراهقة. وهو ما يشي بأنّ سبب اختيار هذه المواقف هو طابعها الموحي المفارق، فضلا عن ارتباطها بقضيّة وجودّيّة تشغل الكاتب. وهي سوء الحظّ.
هذا ولو كان اهتمام المؤلّف منصبّا في هذه المجموعة على ترجمته الذّاتيّة لكانت موادّ القصص التّسع كلّها مستمدّة منها.
وأمّا محتمَل الوقوع فماثل في قصّتين هما : “ساعة إينشتاين الأخيرة” و”المراهق” . لكنه يختلف في إحداهما عمّا هو في الأخرى.
فالأولى بطلها شخصيّة شاذّة نادرة الوجود. وهو مصلح ساعات يمارس عمله على قارعة الطّريق. وهذا النّوع من الشّخوص هو الذي كان علي الدوعاجي يختار منه أبطاله. ويتنزّل هذا الاختيار في إطار ضرب من الواقعيّة يقوم على رصد الاستثنائيّ.
وأمّا القصّة الثّانية أي “المراهق” فهي تصوّر اكتشاف طفل لأدب ديستوفسكيDostovski ) (الرّوائيّ ورغبته في الحصول على أعماله الرّوائية الكاملة. لكن ضيق ذات اليد حال دونه ودون تحقيق تلك الرّغبة. وهذا الأنموذج أقرب إلى الشّخصيّة النّمطيّة التي نظّر لها الواقعيّون الاشتراكيّون وفي مقدّمتهم أندري جدانوف (Andreï Jdanov).
هذا وليس ثمّة ما يمنع من أن تكون القصّة الثّانية وإن رويت بلسان سارد منفصل عن البطل تَرْجذاتيّة أيضا لكن إثبات ذلك يحتاج إلى اعتراف مدوّن منشور من المؤلّف . وهو ما يجعلها مؤقّتا على الأقل غبر منتمية إلى هذا اللّون . ولمّا كان محتمل الوقوع مختلفا كل الاختلاف عن القَصَص التّرجذاتيّ أدركنا أنّ وليد سليمان بالكتابة فيهما معا يفصح عن لامبالاته تجاه الاتّجاهات حتّى داخل المدرسة الواحدة. وهذا الموقف يربطه أيضا بالتّيار التّسعينيّ الذي انهارت في أدبه شعرا وسردا كلّ المدارس.
لعلّ ما يؤكّد هذه النّتيجة أنّ المجموعة تضمّ قصّتين تجريبيّتين هما “محاولات سيزيف” و”كابُوس وضّاح” اللّتان استخدم فيهما المؤلّف تقنية واحدة هي إعادة كتابة التّراث: التّراث اليّونانيّ في الأولى والتّراث العربيّ في الأخرى.
لكنّ عدم تمدرس المؤلّف وتنقّله الحرّ بين ألوان من الكتابة السّرديّة شديدة الاختلاف لم يمنعاه من أن تكون له حساسيّة جماليّة مرهفة تخترق الاتّجاهات والمنازع بأنواعها لتستقرّ عند ما هو مشترك بينها وهو مجموع العناصر المحقّقة فيها للإرباك والإدهاش. وهذا هو – لعمرنا – جوهر الفنّ مهما تكن أدوات التّعبير المسخّرة فيه. وفي غيابه لا يمكن الحديث إلاّ عن صناعة جافّة أو تقنية باهتة لا تحرّك في المتلقّي ساكنا.
وأبرز موطن للإبهار في هذه القصص التّسع هو خواتمها المباغتة الكاسرة للانتظار. ففي قصّة “ساعة إينشتاين الأخيرة” لا أحد يمكنه أن يتوقّع أنّ البطل مصلح السّاعات البائس سيُقدم على الانتحار لمجرّد عجزه عن إصلاح ساعة تسلّمها من حريف. وفي قصّة “في ساحة جان جينيه” يعسر على القارئ مهما بلغ من الفطنة أن يحزر أنّ الشّيخ الغريب الأطوار الذي لقّيهُ البطل في حديقة عموميّة ببرشلونة وتبادل وإيّاه الحديث هو الشّاعر والكاتب الفرنسيّ الشّهير جان جينيه (1986 – 1950) ( Jean Genet ). وفي قصّة “ثلاث ساعات في فيوميتشينو” كلّ الدّلائل التي جمّعها الكاتب في أثناء سرده للقاء البطل بالطّالبة الإيطاليّة الجميلة تشير إلى أن تعارفهما سيكون منطلقا لقصّة حُبّ طويلة. لكنْ يفاجأ القارئ في النّهاية بأن يرى تلك الفتاة تنطلق بسرعة نحو طائرتها دون أن تترك للبطل عنوانها ولا رقم هاتفها.
وفي قصّة “محاولات سيزيف” يُباغتُ القارئ المطّلع على قصّة هذه الشّخصيّة الأسطوريّة بتحوّل الصّخرة التي تدفعها في اتّجاه قمّة الجبل إلى تفّاحة ضخمة شديدة المرارة. وحين يدرك هذه الخاتمة غير المنتظرة يضطرّ إلى التّوقّف عندها لفكّ اللّغز الذي تنطوي عليه الجملة الأخيرة من القصّة وهي التّالية : “قرّر (سيزيف) أن رفع التّفّاحة ينقلها إلى القمّة أهون بكثير من محاولة أكلها”.
وفي قصّة “كلام مجانين” ينساق القارئ إلى متابعة حوار يدور بين امرأة تدافع عن الجنون ورجل يعدّد فضائل العقل، مجتهدا في استكشاف الأبعاد الفلسفيّة لما يتفوّهان به مثل هذا القول : “بعقولنا نستطيع أن نفكّر في الجنون، في حين أنّنا لو كنّا مجانين لعَجزنا عن التّفكير في العقل”. لكنّه يباغت في الخاتمة ببلاغ تبثّه الإذاعة، فيه تحذير للمواطنين من مجنونين خطرين فرّا من مستشفى الأمراض العقليّة.
وكذلك شأن قصّة “القُبلة” التي بُنيت على فكرة كون القُبلة الأولى في حياة الإنسان هي الأرسخ في الذّاكرة والأعمق أثرا في الوجدان مهما تعدّدت ممارستها فيما بعد مع أشخاص آخرين. وهذه الفكرة التي لها وقع العِبْرة أو الحكمة لم يفصح عنها البطل إلاّ في السّطر الأخير من القصّة.
وفي قصّة “ذات مساء” تتحقّق المفاجأة الختاميّة بطريقة القلب. فبعد أن يغضب الطّفل البطل من قرار والده الزّواج ، بعد وفاة والدته ، يتصوّر نفسه قد كبر وتزوّج وماتت امرأته فهل يقدر عندئذ على تحمّل متاعب الوحدة ؟ وهو ما يجعله يتفهّم قرار والده ويسأله مبتسما “أبي متى ستتزوّج ؟”.
وكذلك شأن قصّة “كابوس وضّاح” التي تخفي فيها أم البنين زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك عشيقها الشّاعر وضّاح اليمن في صندوق. فيدخل عليها زوجها وقد علم بوجود غريمه بوساطة بعض الوشاة داخل بيته. فيأمر بإنزال الصّندوق إلى قاع جُبٍّ وردمه بالتّراب.
ومن ثمّة يمكن القول إنّ الخاتمة في قصص وليد سليمان هي مركز الثّقل الفنيّ. لذلك يُبنى الحدث برمّته وَفق الصيغة الأقدر على إبرازها. والكاتب في هذا المنحى يسير في المسلك الذي انتهجه عليّ الدّوعاجي في جلّ قصصه. وقد جاءت خواتم بعضها قويّة الإشراق مثل “مجرم رغم أنفه” و”الرّكن النيّر” و”سهرت منه اللّيالي” و”كنز الفقراء”.
والعنصر الثّابت البارز الثالث في هذه القصص هو وحدة الرّؤية. وهذا يتجلّى في دورانها حول محور قارّ ذي طابع وجوديّ خالص. وهو سوء الحظّ ، ذلك الذي يرتبط بمفهوم ميتافيزيقيّ هو سلطة القدر.
فطالع النّحس يرافق أبطال هذه القصص كلّهم في مساعيهم، حاكما عليهم في النّهاية بالفشل. وذلك على الرّغم من اختلاف العصور التي يعيشون فيها والشّرائح الاجتماعية التي ينتمون إليها وعلى تباين أعمارهم وشواغلهم. لكنّهم وإن اشتركوا في سوء الحظّ فإنّهم يتوزّعون على طائفتين متباينتين : الأولى منكودة الحظّ من البداية إلى النّهاية والأخرى يبتسم لها الحظّ في مرحلة أولى ثمّ ينقلب عليها في خاتمة المطاف.
فإلى المجموعة الأولى ينتمي بطل قصّة “ساعة إينشتاين الأخيرة” الملقّب بهذا اللقب . وهو ، كما سبق أن ذكرنا ، مُصلح ساعات هامشيّ لا دكّان له يُمارس مهنته على قارعة الطّريق ويقوده حرصه الشّديد على إتقان عمله ورفضه القطعيّ لفكرة الإخفاق فيه إلى الانتحار إثر عجزه عن إصلاح ساعة تسلّمها من حريف.
هذه الشّخصيّة تنطبق عليها مواصفات البطل القمريّ أو المضادّ لا سيما القطيعة التّامة بينه وبين الكون وما يتولّد عنها من تلقّيه على نحو مستمرّ ضربات القدر الموجعة دون أن تكون لديه أدنى قدرة على المواجهة وردّ الفعل. فعلى الرّغم من خبرته الطويلة في إصلاح السّاعات وبلوغه فيه درجة الإتقان فإنّه يمارس مهنته تلك على قارعة الطّريق ويتقاضى عن عمله مبالغ زهيدة بائسة كالتي يتصدّق بها ذوو الإحسان على المتسوّلين.
ولم يكفه أن حكم عليه سوء الحظّ بالقبوع في أسفل الهرم الاجتماعيّ بل هيّأ له نهاية مأسويّة هي الانتحار.
ومن هذا الصّنف نفسه بطل قصّة : “محاولات سيزيف” الذي انتزعه الكاتب من الأسطورة اليونانيّة ليقحمه في مغامرتين أخريين لكن دون أن يرفع عنه لعنة إله الآلهة زوس الذي حكم عليه بدفع صخرة ضخمة إلى الأبد من أسفل جبل إلى قمّته. لكنه قبل أن يوصلها إلى القمّة تنفلت منه لتعود إلى حيث كانت.
أمّا المغامرتان اللّتان أقحم فيهما الكاتب سيزيف فتدوران في المنام. فقد حلم في الأولى بأنّه يدفع ثدي امرأة ضخما بدلا من الصّخرة وفي الثّانية بأنّه يدحرج عوضا عنها تفّاحة مُرّة الطّعم.
أمّا الطّائفة الثّانية من أبطال قصص المجموعة فمنها بطل قصّة ” ثلاث ساعات في فيوميتشينو”، المرويّة على لسانه. فهذا البطل يمتطي طائرة في اتّجاه بروكسال. لكن إصابة مسافرة بأزمة حادّة تجبر الطّاقم على النّزول بمطار روما لإسعافها على الفور. وثمّة يتعرّف البطل، كما سبق أن ذكرنا، على فتاة إيطاليّة في العشرين من عمرها طالبة بمونريال بصدد انتظار الطّائرة التي سَتُقِلُّها إلى كندا. ويرتاح كلّ منهما إلى الآخر ويتبادلان الهدايا. لكن حين نودي على المسافرين إلى كندا للالتحاق بالطّائرة المخصّصة لهم تركت الفتاة البطل مسرعة دون أن تمدّه بعنوانها أو برقم هاتفها. وهكذا فبعد أن ابتسم له الحظّ في البداية بأن ساق إليه هذه الفتاة كشّر له عن أنيابه في النّهاية بأن أبعدها عنه إلى الأبد.
ومن هذه الطّائفة كذلك بطل قصّة “في ساحة جان جينييه” المرويّة أيضا بلسان المتكلّم. وهو طالبٌ في الآداب ببرشلونة يدخل حديقة عموميّة فيلتقي مصادفة بالكاتب الفرنسيّ جان جينيه ويجالسه ويتحادث معه لكن دون أن يعرف أنّه هو ثم لم يعرفه إلاّ بعد عدّة أيّام حين رأى صورته معلّقة في إحدى المكتبات. فأضاع فرصة ربط الصلة بأديب كبير شهير.
هذه الرّؤية التّشاؤميّة للوجود التي تنهض خيطا ناظما بين القصص التّسع هي، بلا شك، من نتاج مزاج الكاتب وتجربته الشّخصيّة في مضمار الحياة. لكنّها ليست مع ذلك مظهرا من مظاهر الخصوصيّة عنده وإنما هي قاسم مشترك بين الغالبيّة الغالبة من أدباء التّسعينات الذين لم يغرهم بريق الإيديولوجيا الجذّاب. فانصرفوا إلى استنطاق ذواتهم والكون الممتدّ من حولهم إلى اللاّنهاية، نشدانا لأجوبة مقنعة عن أسئلتهم الوجوديّة الحارقة. ومن ثمة يمكن القول إنّ كاتب هذه المجموعة القصصيّة تشدّه رؤيته إلى جيل التّسعينات رغم ظهور صوته في العشريّة الأولى من هذا القرن. وللإشارة فإن محور “سوء الحظّ” عليه مدار مجموعة حكايا الأمير لصالح الدّمس.
على أنّ قصص وليد سليمان التي تضمّها هذه المجموعة تنأى عن القَصَص التّسعينيّ من جهة لافتة. وهي ميله إلى اجتناب المزج بين الشّعريّ والسّرديّ. فلغته خالية أو تكاد من العدول والإيقاع. وهو ما قد يفسّر بأنّ الأصل هو اختلاف مهجتي السّارد والشّاعر. لكن الت”جريب هو الذي هدم الحواجز القائمة بينهما. وهذا الاختيار من لدن الكاتب هو طبعا حرّ فيه فلا مجال لأن يحاسب عليه.
الخاتمة
نخلص في خاتمة هذه القراءة العجلى إلى أنّ وليد سليمان وإن تأخّر في نشر قصصه إلى آخر العشريّة الأولى من القرن الجديد فإنّ توجّهه العامّ في كتابة القصّة يربطه على نحو وثيق بقصّاصي التّسعينات أمثال فوزيّة العلوي وإبراهيم الدرغوثي وصالح الدّمس ومنيرة الرزقي وجنّات إسماعيل ومحمّد السّبوعيّ والأسعد بن حسين. وذلك من جهة الانشغال عن القضايا الإيديولوجيّة بالأسئلة الوجوديّة الدّائمة المؤرّقة للكائن البشريّ وكذلك من ناحية عدم الانضباط لمقولات مدرسة أدبيّة بعينها. ولعلّ عدم ميل هذا الكاتب إلى هدم الحواجز القائمة بين الأجناس لا سيما القصّة والشعر هو العنصر الفارق الذي يفصله عن قصّاصي ذلك الجيل.
هوامــــش:

1- وليد سليمان، ساعة اينشتاين الأخيرة، شركة وليدوف الدولية، تونس 2008.
2- المصدر نفسه ص ص 19 – 26
3- المصدر نفسه ص ص 27 – 40
4- المصدر نفسه ص ص 55 – 58
5- المصدر نفسه ص ص 69 – 72
6- المصدر نفسه ص ص 7 – 18
7- المصدر نفسه ص ص 59 – 68
8- المصدر نفسه ص ص 41 – 46
9- المصدر نفسه ص ص 73 – 76

*وليد سليمان : قصاص تونسي مولود بتونس العاصمة سنة 1975.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*