عمّنْ نُخفي رَفيفَ العينِ ؟ : شعر: عبد اللطيف رعري – شاعر مغربي – مونتبوليي – فرنسا

2015-06-08
كان زمني غيابًا
وللغيابِ في صدرِ الغمامةِ
رشمةٌ تحارُ من عُقمِها النّجومُ
وكأنّ لاصفرارِ الوجوهِ
في عَتَمةِ الشّهورِ طلسمًا يظهرُ
فتنحني له الهمومُ
طلسمًا محمومًا
بتخاريفِ أهلِ النّوادرِ
المُتْخَمةِ بالبكاءِ
في متاهاتِ الوجلِ العالقِ بالأعناقِ
المزكومِ بشَتاتِ روائحِ الأقحوانِ
وإن صدّتْ في عمقِ السّنينَ تبغي
سيلَ الزُّلالِ
فلا بقاءَ للصّدى وحناجرِ الغانياتِ
فيها بُحَّة وهزالٌ
هي ديدانُ الأرضِ ترشُقُ الرّيحَ بالهُراءِ
وتُلطِّفُ الأرقَ بحفيفِ الشّجرِ
هي تهاليلُ الغَسَقِ الكسيحِ
باتتْ تشمُّ عنفوانَ البحرِ
وعلى أطماعِ القطيعِ آخرُ سُحنةٍ للغدرِ
والبحرُ في البحرِ
منتهى حدودي عزلةٌ في
غيابِ لَمَّةِ الاندهاشِ
ومبدأُ الشّرِّ في طَيَّةِ فساتينَ
أيقنتْ منذُ الميلادِ أنّها من صُنعِ شمطاءَ
تعرّتْ على بياضِ الرُّوحِ
والبحرُ يسخرُ من البحرِ
فلا تسأليني حَصْرَ الشّهورِ
في نهايةِ الشّهواتِ
فالقلبُ الذي أَمدّكَ بحبورِ التّمردِ
والسّفرِ في كلِّ متاهةٍ
سينتهي لا محالةَ فارغًا من دمِهِ
منكمشًا على عارِهِ
صامدًا للصّعْقةِ الأخيرةِ
لبردِ اللّيالي المُوجِعةِ
كما لا سلطةَ للعشقِ الأبديِّ
على الوقوفِ متفرّدًا أمامَ حُمقي
والبحرُ يودِّعُ البحرَ
عمّنْ نخفي رَفيف العينِ َ
وهوى الدّيارِ بِشارةٌ
والأطلال تحلمُ بمحوها جَارَةٌ؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*